هو الشيخ حميدة بن الحاج محمد بن الحاج حميدة بن أحمد بن رمضان الحمداني من عرش الاحمدين بالمطوية. وكان أبوه الحاج محمد يشتغل بالفلاحة ومؤدبا وإمام جمعة بالجامع الكبير وإمام خمس بمسجد سيدي علي الشريف بالمطوية فكان والده محترما مهابا وقد كان يعلم القرآن بكل صدق واخلاص. ولد الشيخ حميدة يوم 2 أكتوبر 1887 بالمطوية وتوفي يوم 10 سبتمبر 1973 بتونس العاصمة، ويذكر والده الحاج محمد عن مولد ابنه حمدة قائلا: انزاد لنا من مواهب ا& تعالى ولد يسمى حميدة الفيتوري عند أول ساعة من يوم الاربعاء فاتح اول يوم من جمادى الثانية 1315 ه. ولمزيد التشبع بمبادئ الدين الاسلامي الحنيف والارتواء من ينابيع القرآن الكريم أرسله والده الحاج محمد الى توزر بعد أن علمه وحفظه نصيبا من القرآن الكريم بمسجد سيدي علي الشريف بالمطوية حيث كان يعمل هناك مؤدبا وكأني بوالده يرى من الأصلح تربويا أن يعلمه غيره لتكون الافادة اشمل فمكث في توزر مدة عامين بعيدا عن الأهل والأقارب أتقن خلالهما حفظ القرآن الكريم بزاوية الشيخ المولدي. ورجع مع قافلة إبل الى المطوية ففرح به الأهل. ووجهه والده الى تونس العاصمة سنة 1914م وبعد اجراء امتحان في حفظ القرآن ومعرفة القراءة والكتابة تم قبوله بصفة رسمية في سلك التعليم الزيتوني فلبس العمامة وسكن بالمدرسة العاشورية رفقة زميله محمد بن الغائب وخلال سنة 1923م تمكن من الاحراز على شهادة التطويع وهي الشهادة الزيتونية الوحيدة تحت اشراف الشيوخ المحترمين الاجلاء وهم محمد الطاهر بن عاشور ومحمد رضوان ومحمد الصادق النيفر.
أما شيوخه الذين أشرفوا على تدريسه فهم علي بن عامر وعثمان بن المكي وابن العيفة وعلي بن الخوجة وحسن بن الحاج ومحمود طلحة ومحمد الزغواني ومعاوية التميمي ومحمد الشريف التواتي والطيب بن عصمان ومحمد الصادق النيفر وابراهيم الشرازي وعبد العزيز بن مصطفى وعبد الرحمان العروسي ومحمد العزيز النيفر ومحمد القصار وصالح العسلي ومحمد البشير النيفر وابراهيم النيفر ومحمد خوجة والصادق الشطي وأحمد النيفر ومحمد العربي الورغي ومحمد الشاذلي بن أحمد الجزيري.