لم يكن الإقبال الجماهيري كبيرا للغاية في حفل الفنانة السورية أصالة نصري، ليلة أول أمس بالمسرح الأثري بقرطاج في إطار الدورة الثامنة والأربعين لمهرجان قرطاج الدولي، فالحضور كان في حدود خمسة آلاف متفرّج، وهذا الرقم مرتفع مقارنة بحملة المقاطعة التي سبقت الحفل وخاصة في الفترة الأخيرة. هذه الحملة التي أطلقت على مواقع التواصل الاجتماعي جعلت الجميع ينتظر مفاجآت في عرض الفنانة أصالة نصري بالمسرح الروماني بيد أن العرض مرّ في ظروف عادية، كما كان الحضور الأمني عادي مثل بقية العروض السابقة حيث لم نلحظ تعزيزات أمنية كبيرة أو ما شابه ذلك من اجراءات تبيّن أنه ثمّة إشكال معيّن في حفل الفنانة السورية.
تفاعل الجالية السورية
وسجل الحفل حضورا هاما للجالية السورية بتونس وقد تفاعل السوريون مع أغاني فنانتهم، تصفيقا ورقصا وترديدا لأغانيها كما ألبسوها العلم السوري. ارتباك ؟!
عرض الفنانة أصالة نصري بالدورة 48 لمهرجان قرطاج الدولي، كان عرضا عاديا، على كل المستويات، ولا سيما الجانب الفني، ومن بين سلبيات عرضها أن المطربة أصالة نصري لم تتبع برنامجا واضحا، مبنيا على أساس التنقل بذكاء بين المقامات أو التدرّج من الأغاني الخاصة مثل القدود الحلبية أو الانتقال من القديم الى الجديد، بل كانت تسأل الجمهور ماذا يطلب، ثم تحدد اختيارها على الأغنية التي ستؤدي وهو ما أثر سلبا على العرض وربما تردّ هذه التلقائية وهذا الاختيار غير الممنهج للأغاني التي ستقدمها الفنانة السورية الى الارتباك الناجم عن اهتماماتها في الفترة الأخيرة بالردّ على الاتهامات الموجهة ضدها وخاصة في ما يتعلق بموقفها من الأحداث في سوريا.
جمالية الفستان
أما الجانب الذي شدّ الجمهور التونسي الحاضر في عرض الفنانة أصالة نصري، وخاصة الفتيات والنساء، فهو فستان المطربة السورية ذي اللون الأخضر الفاتح أو الفستقي.
جمال فستان المطربة السورية، كان ينقصه إعداد عرض في حجم الحديث، لأن أصالة نصري قيمة ثابتة وصوت عربي متميز لا شك في ذلك، لكن للأسف كلما دخلت السياسة على الثقافة إلا وأفسدتها.