أخبار تونس- في ليلة من ليالي الطرب الأصيل تمكن الفنان السوري نور مهنا من انتزاع إعجاب جمهور المسرح البلدي وذلك ضمن فعاليات الدورة 27 لمهرجان المدينة مستعينا بمجموعة أغانيه القديمة منها والجديدة إضافة إلى أغاني ومواويل من التراث الغنائي العربي. وحضر الحفل جمهور غفير لم تتمكن أرجاء “كازينو تونس” -كما كان يطلق عليه قديما- من استيعابهم. وهو جمهور “خاص” كما قال عنه نور مهنا في تصريح خص به موقع “أخبار تونس” تميز برفعة الذوق وحسن الاستماع والتفاعل الكبير مع نجمه إلى درجة أنه خاطب الجمهور وسط الحفل قائلا “لم ولن ترى عيني جمهورا مثلكم..”. وعلى امتداد ساعتين ونصف الساعة “تسلطن” مهنا فوق خشبة المسرح البلدي ليمتع عشاقه بفن أصيل في زمن الرداءة قائلا “سنحارب من أجل شرقيتنا”(عروبتنا) في إشارة منه إلى الوضع الراهن للأغنية العربية الذي كرسته الفضائيات والمحطات التلفزيونية في العالم العربي. و بعد الوصلة الموسيقية التي أمنتها الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو وعازف الكمنجة نظير مواس استهل الفنان السوري حفله بأغنية “حبيبي هو” التي تفاعل معها الجمهور مما منح السهرة انطلاقة طربية قوية. وقدم نور مهنا خلال الحفل مجموعة من أغانيه الخاصة منها “حرام عليك”، “سمعا وطاعة”، “رق الزمان”، “ياورد”، “لعل وعسى” كما كان وفيا لبداياته في تونس وغنى “واحشتني” التي تفاعل معها الجمهور بشكل متوقع. وأفرد مهنا جانبا كبيرا من الحفل ليبدع في أداء أغنيات نهلها من التراث الموسيقي العربي وقال مازحا وسط الحفل “ربي يخليلنا التراث..” فغني “ابعثلي جواب” وعديد الأغاني لأم كلثوم كما أبدع بمواويل وقدود حلبية اشتهر بأدائها. ولم ينس نور أن يشكر جمهوره بتواضعه المعروف قائلا له “سامحوني..أنا بين أهلي وناسي في تونس..” كما أدى أغنية “ياما ياغاليا” من التراث التونسي، هذا إلى جانب تقديمه لموشح “باسم على هواك” لصالح المهدي. ودأب الفنان السوري على إحياء عديد الحفلات في تونس كان آخرها ليلة الجمعة في مسرح قرطاج وقد جاب معظم المسارح التونسية كمسرح صفاقس وقابس وسوسة والحمامات. ويعتبر نور مهنا من أبرز الأسماء التي تمكنت من حيازة موقعها ضمن قائمة نجوم الأغنية العربية اليوم وذلك لمراهنته على الفنّ الجيّد الذي يعيدنا إلى العصر الذهبي للأغنية العربية. ويبرز هذا بصفة جلية من خلال الإعادات التي أحسن تقديمها إضافة إلى رصيده الشخصي من الأغاني التي يحسن اختيارها حتى يؤكد مرّة أخرى أنه فنان من صنف الكبار. ويتعامل نور مع عدد من الملحنين العرب على غرار رياض الهمشري وصلاح الشرنوبي وملحم بركات وخالد ترمانيني الذين لحنوا له العديد من الروائع الطربية.