أكدت صحيفة «صنداي تلغراف» الأمريكية أنَّ تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون من تركيا تشير الى أنَّ عملية فرض حظر للطيران فوق سوريا باتت أمرًا غير مستبعد، وخاصة في ظلّ الخشية من احتمال استخدام نظام الرئيس السوري بشار الأسد أسلحة كيميائية. وأعلنت كيلنتون في لقاء مع نظيرها التركي أحمد داود أوغلو في اسطنبول أنَّ هناك وحدة أزمة جديدة تشكلت للتعامل مع أسوإ حالة من السيناريوهات بسوريا، وخاصة في ظل الخشية من احتمال استخدام نظام الرئيس بشار الأسد للأسلحة الكيميائية في الحرب الأهلية في سوريا.
وأشارت «صنداي تلغراف» الى أنَّ تصريحات كلينتون تأتِي بعد أيام قليلة من تصريحات مماثلة لأحد كبار مساعدي الرئيس الأمريكي باراك أوباما، والتي رفض من خلالها استبعاد ايجاد منطقة عازلة في سوريا نهاية المطاف.
وشدَّد المسؤول الأمريكي على أنَّ حظر الطيران سيشمل المناطق التي يسيطر عليها «الجيش السوري الحر» في شمالي البلاد، ونسبت الصحيفة الى كبير مستشاري الأمن القومي الأمريكي جون برينان القول انَّ كل الخيارات مطروحة على الطاولة.
ونسبت الصحيفة الى أوغلو قوله «انَّ الوقت قد حان كي تتخذ القوى الخارجية خطوات حاسمة لحلّ الأزمة الانسانية بمدن سورية مثل حلب التي تتعرض لقصف يومي من جانب قوات الأسد».
وللتذكير فإن هذا السيناريو هو نفسه الذي طبق في ليبيا حيث كانت الصور التي تخرج عن المعارك وغاز الخردل الذي تملكه الجماهيرية السبب الأكبر الذي أقنعت به أمريكا وفرنسا العالم بضرورة فرض الحظر الجوي الذي تحول الى تدخل لحسم الصراع.
ومن جهتها قالت صحيفة «واشنطن بوست» ان وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون تسعى الى توسيع اتصالات الولاياتالمتحدة مع المعارضين السياسيين للرئيس السوري بشار الأسد خارج نطاق مجموعة المعارضين المنقسمين في المنفى والذين ليس لديهم نفوذ كبير داخل سوريا.
وأوضحت الصحيفة أن كلينتون تعهدت خلال زيارتها لتركيا أمس الأول بمزيد من التعاون العسكري والاستخباراتي مع تركيا، وهي حليف مقرب لأمريكا وتستقبل يوميا موجات من اللاجئين السوريين الهاربين من الصراع المستمر منذ 17 شهرا.
ونقلت الصحيفة تصريحات الوزيرة الأمريكية التي قالت فيها ان التنسيق مع الجانب التركي عن كثب نهج هذا الصراع، الا أن هناك حاجة الآن الى الدخول في تفاصيل حقيقية بشأن التخطيط العملي. وأضافت: «ان وكالاتنا الاستخباراتية وجيوشنا لديهم مسؤوليات مهمة للغاية وأدوار ليلعبوها في حالة حدوث السيناريو الأسوأ وهو اندلاع حرب أهلية في سوريا».
وتشير «واشنطن بوست» الى أن كلينون جاءت الى اسطنبول لأنها مكان تجمع لشخصيات المعارضة السورية ومن بينهم من وصلوا مؤخرا عن طريق الأراضي التي تسيطر عليها قوات المعارضة جنوب الحدود التركية.
والتقت كلينتون بمجموعة من نشطاء الانترنت والطلبة المتظاهرين وآخرين ممن كان مستشاروها يأملون منهم في أن يقدموا توضيحات أكثر بشأن الطبيعة الحقيقية للمعارضة السياسية في البلاد.