أعلن المعارض السوري هيثم المالح والموجود حاليا في اسطنبول أن مؤتمراً للإنقاذ الوطني السوري سيعقد في دمشق في السادس عشر من الشهر الجاري، وسينادي المؤتمر بتشكيل حكومة ظل. يأتي هذا الموقف بعد ثلاثة أيام من انطلاق اللقاء التشاوري للحوار الوطني المنعقد في دمشق، والذي أصدر المشاركون فيه بياناً ختامياً، أكدوا فيه عدداً من القواسم المشتركة، في مقدمها أن الحوار هو الطريق الوحيد الذي يوصل البلاد إلى إنهاء الأزمة، وأن الاستقرار في البلاد ضرورة وطنية عليا وضمانة لتعميق الإصلاحات. كذلك شدد المجتمعون على أن التسامح قيمة مثلى للخروج من الوضع الدقيق وعلى رفض الاعتداء على الأشخاص والممتلكات العامة والخاصة ومن أي جهة تبادر إليه. كذلك أبدى المشاركون رفض أي تدخل خارجي في شؤون سوريا الداخلية، وعلى رأسها ما يدعى بمبدأ التدخل الإنساني المستخدم كذريعة للنيل من مبدأ السيادة وهو المبدأ المقدس غير المسموح المسّ به إطلاقاً، مشددين على تطبيق مبدأ سيادة القانون وإنفاذه بحق كل من ارتكب جرماً يعاقب عليه القانون ومحاسبة الجميع من دون استثناء. الأسد فقد شرعيته أمريكيا من جهته، صدر تصريح شديد اللهجة من وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ضد النظام السوري في أعقاب مهاجمة متظاهرين سوريين للسفارتين الامريكية والفرنسية في دمشق. وقالت كلينتون أمس الأول، ان الرئيس السوري بشار الأسد فقد شرعيته من وجهة نظر الولاياتالمتحدة. وأضافت أن الرئيس الأسد ليس شخصا لا يمكن الاستغناء عنه وان الولاياتالمتحدة ليست معنية ببقاء نظامه في السلطة. واضافت في حديث للصحفيين: «لو اعتقد أحد بمن في ذلك الرئيس الاسد أن الولاياتالمتحدة تأمل سرا أن يخرج ذلك النظام من هذه الفوضى كي يواصل وحشيته وقمعه.. فهو مخطئ». وقالت كلينتون «الرئيس الاسد ليس شخصا لا يمكن الاستغناء عنه ولا نعول في شيء على بقائه في السلطة مطلقا». ولم تدع وزيرة الخارجية الامريكية صراحة لرحيل الاسد عن السلطة، فيما يبدو خشية تكرار سيناريو ليبيا عندما دعت واشنطن لرحيل القذافي قبل اربعة اشهر وما زال ذلك لم يتحقق. وكان متظاهرون موالون للرئيس الأسد هاجموا مقر السفارة الامريكية في دمشق. وقام متظاهرون في دمشق برمي مبنى السفارة بالأحذية والبيض كما علقوا العلم السوري على سور السفارة الخارجي، وقال شهود آخرون إنهم استطاعوا احراق العلم الامريكي الخاص بالسفارة. صمت لا يحتمل من جهته، رأى رئيس الوزراء الفرنسي، فرنسوا فيون، أن «صمت» مجلس الأمن الدولي عن أعمال العنف في سوريا، بات «لا يحتمل»، وأن الرئيس السوري بشار الأسد «تجاوز كل الحدود». وقال فيون في تصريح لإذاعة «أوروبا 1» الخاصة إن «فرنسا قدمت مع دول أوروبية أخرى قراراً إلى مجلس الأمن الدولي اعترضت عليه روسيا والصين»، مؤكداً أن النظام السوري يمارس سياسة «الهروب إلى الأمام». من جهتها، دانت بريطانيا الهجمات «غير المقبولة» على سفارتي فرنساوالولاياتالمتحدة في دمشق. تركيا وإيران في غضون ذلك، دعت إيران وتركيا الى إصلاحات سياسية في سوريا والدول العربية التي تشهد ثورات شعبية، خلال زيارة يقوم بها وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو لطهران في سياق جولة اقليمية يفترض أن تقوده إلى سوريا. ونقل موقع الرئاسة الايرانية الالكتروني، عن الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد قوله خلال لقاء جمعه بداوود أوغلو أمس «لا يمكن لأي حكومة أن تحرم شعبها من الحرية والعدالة وألا تستجيب لمطالب شعبها». وأضاف «إن الجمهورية الاسلامية في إيران تعتبر انه يمكن لجميع حكومات المنطقة ادارة بلادها بإجراء اصلاحات وتحقيق المطالب الشعبية."