تصاعدت الضغوط الدولية على سوريا بشكل ملفت للنظر فبالتوازي مع الإنذارات التركية والتهديدات بالتدخّل دوليا تتحرّك الإدارة الأمريكية على جبهات عدة لفرض حصار على النفط والغاز السوريين...قال مسؤول تركي إن بلاده لا تستبعد تدخّلا دوليا في سوريا في حال لم يتوقّف نظام الرئيس بشار الأسد عن استخدام العنف ضد شعبه.ونقلت صحيفة «حرّييبت» عن المسؤول قوله حتى قبل أشهر كنا نحاول إقناع الحلفاء الغربيين منح الأسد المزيد من الوقت لتطبيق إصلاحات وكنا ودودين لعقد اجتماعات حكومية مشتركة ورفع تأشيرات الدخول.وتابع «ولكن إذا كان النظام لا يستمع إلى نصيحة صديقه وجاره ويستمر في فتح النار على مواطنيه فإنه لا يمكن لتركيا أن تبقى صديقة له».إنذار أخيروقال إنّ الرسالة التي حملها وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو من الرئيس عبد الله غول إلى الأسد كانت «إنذارا أخيرا» وفي حال استمر العنف لن يكون في إمكانه الاعتماد على صداقة تركيا.وذكرت وكالة أنباء الأناضول أول أمس أن أوغلو سلم خلال زيارته الأسد الثلاثاء الماضي رسالة من غول حذّره فيها من التأخر في إجراء إصلاحات ديمقراطية والندم لاحقا.وقال المسؤول إنّ من الأسباب الأخرى التي أدّت إلى نفاد صبر تركيا هو كما قال رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان الدعم المطلق الذي أعلنت عنه الحكومة الإيرانية لسوريا.وأضاف «إن سوريا تحكمها أقلية دينية قريبة من الأغلبية الشيعية في إيران وتصعيد العنف أكثر قد يؤدي إلى اقتتال طائفي ليس فقط في سوريا بل في العراق أيضا... وتركيا غير مرتاحة بما أن لديها أقارب من كل المذاهب الإسلامية على طرفي الحدود» حسب قوله.وكانت الحكومة التركية قد اتخذت عددا من الإجراءات الاستثنائية على حدودها مع سوريا لمواجهة تدفق اللاجئين السوريين.دعوات أمريكيةمن جهة أخرى دعت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون دول العالم إلى الكف عن شراء النفط والغاز السوريين للضغط على الرئيس بشّار الأسد.وقالت كلينتون «ندعو الدول التي لا تزال تشتري النفط والغاز السوري والدول التي لا تزال ترسل الأسلحة إلى الأسد والدول التي يوفر دعمها السياسي والاقتصادي للأسد الراحة لارتكاب أعماله الوحشية إلى اتخاذ القرارات التي ستدخلها التاريخ من الباب الصحيح».وأضافت في مؤتمر صحفي مع نظيرها النرويجي يوفاس غارستوري إن الرئيس الأسد فقد شرعيته للقيادة ومن الواضح أن سوريا ستكون أفضل بدونه».. إلا أن كلينتون توقفت عند هذا الحد ولم تدع الأسد صراحة إلى التنحي بينما صرّح مسؤولون ان إدارة الرئيس باراك أوباما تنوي القيام بذلك خلال أيام.أما ميدانيا فقد واصلت الدبابات اقتحام مناطق ومدن سورية على غرار منطقة الرمل الجنوبي بمدينة اللاذقية وفرضت حظر التجول فيها فيما أفاد ناشطون أن قوات الأمن اجتاحت دير الزور بالكامل وأنّ أعمالا تخريبية واسعة جرت في المدينة على أيدي رجال الأمن.وجاءت هذه التطوّرات غداة مظاهرات حاشدة في ما أطلق عليها «جمعة لن نركع» التي شهدت سقوط 15 قتيلا، حسب حصيلة جديدة أوردتها مصادر حقوقية سورية.