هو أن تعترف بالجميل أو بمنة لأحد أعطاك شيء قدرته أنت بأنه خير لك ولك فيه منفعة أو مصلحة،فغالبا ما نشكر كل من ساعدنا في القيام بشيء ما،أو من أعطانا شيئا ما فيه زيادة لنا والشاكر عند أهل اللغة اسم فاعل والعبد يشكر على نعمة أوتت إليه، ويقول العرب فرس شكور: أي كفى لسمنها العلف القليل: أي علف قليل يكفي ليسمنها، ودابة شكور: أي دابة ظهر عليها أثار النّعمة إذ أنّك تراها قد سمنت ويقال عين شكور أي مملوءة بالماء فالشكر يضم في معناه الزيادة. والشكر أن يشكر المعطى المعطي فشكر العبد لربه يعني أنّه ظهر عليه نعم الله، وحين أشكر فاني أشكر لنفسي لأن شكري لله سينتج لي رضا الله عليّ فيزيدني من نعمه فالشكر ينتج من ثمرته الزيادة قال الله تعالى: لان شكرتم لأزيدنكم: فكلما شكرنا زادنا. فالشكر خلق وصفة حسنة يتحلى بها الإنسان والله قسم الأخلاق كما قسم الأرزاق فمن رضي الله عنه أعطاه الخلق الحسن ومن هذا الخلق الشكر. فالله يعطي النّعم لكل خلقه: من أحب منهم ومن لا يحب ولكن يعطي الشكر لمن أحب، فليس كل فرد يفتح الله عليه ويجعله يعي قيمة النّعم التي منّ الله بها عليه، لذا نجد عبدا شكورا، ونجد عبدا جحودا قال الله تعالى: إنا هديناه النجدين إما شاكرا إما كفورا.: فالشكر منّة من عند الله وهبة. قال كليم الله موسى عليه السلام: كيف أشكرك يا ربي وشكرك نعمة تستوجب الشكر قال تعالى الآن شكرتني» فالشاكر: هو الذي يشكر عند العطاء وعند المنع والشكور هو الذي يشكر عند المنع والابتلاء لأنّه يعلم أن هذا المنع هو عين العطاء من عند الله ولكن في صورة منع، ومثال ذلك قصة سيدنا موسى مع سيدنا خضر. فالعبد إذا رزق الفهم في المنع كما تشير إلى ذلك القصة التي سبق ذكرها من سورة الكهف، حيث أن الله حين يأخذ منّا شيئا نحبه أو يمنعنا عن شيء نحبه فهو بذلك يكتب لنا شيئا آخر خيرا منه لأن الله يعلم الغيب ونحن لا نعلم، فالمنع من الله عين العطاء، ومهما شكر الإنسان الله فهو لا يوفي الله حقه، فنحن إذا أردنا أن نشكر الله على نعمة واحدة منّ الله بها علينا فلن نوفي له حقه قال الله تعالى: {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها} ونذكر في هذا السياق أن عبدا عبد الله 500 مائة سنة ولما جاء بين يد الله سبحانه وتعالى قال له الله كيف تريد أن تدخل الجنّة بأعمالك أو برحمتي؟ قال العبد لربه بأعمالي، وقد أغرته أعماله الصالحة الكثيرة حسب ظنّه، وجيء بالميزان ووضعت أعماله الصالحة كلها في كفة وأمر الله ملائكته أن يضعوا نعمة البصر في الكفة الأخرى فرجحت كفة نعمة البصر، فأمر الله الملائكة أن يحملوه إلى النّار،فصاح العبد برحمتك يا ربي وإنّ الإنسان حين يخرج عن الحد فيصر كفورا فهو كثير الكفر ومن صفات الله تعالى الشكور هو الذي يعطي الكثير على الشيء اليسير، فالله يدخلنا الجنّة بركعات نصليهما خالصتان له في ظلمة الليل، أو نتصدق بصدقة فيدخلنا الجنّة ولو كان بشقّ تمرة فمثلا: عبدا عبد الله 100 سنة والحسنة بعشر أمثالها ويضاعفها لسبعمائة فدخله الله الجنة وعلى كل حسنة يمنحه الله سنة كاملة في الجنّة فيمكث فيها 70000 سنة هل أن الله بعد هذه المدة يقول الله يا ملائكتي اخرجوا عبدي منها؟ ولكن هذا العبد أخذ عدلا وفضلا لأنّ الله علم في سابق علمه إنّ هذا العبد لو عاش ما عاش في الدنيا لعبد الله فقال رب العباد ادخلوها خالدين. والحال نفسه لمن كفر بالله مائة سنة فيخلده الله بكل سيئّة سنة فيمكث في النّار مائة سنة هل يأمر الملائكة أن يخرجوه بعد مائة سنة؟ كلاّ فإنّه خالد فيها لأنّه سبق في علم الله أنّ هذا العبد لو عاش ما عاش لكفر بالله. من كتابه «فسحة في أسماء الله الحسنى»