ندّد مدير مهرجان منزل بورقيبة السيد فرج حمدي أول أمس الثلاثاء 14 أوت 2012 بمنع عدد من الملتحين محسوبين على التيار السلفي للفنان لطفي العبدلي من تقديم عرض مسرحيته «٪100 حلال» في دار الثقافة بيرم التونسي بمنزل بورقيبة. وكانت أعداد كبيرة من الملتحين محسوبين على التيار السلفي قد توافدوا منذ عصر أول أمس على دار الثقافة بيرم التونسي بالمدينة لغلق الممر المؤدي اليها بهدف منع تقديم عرض المسرحية وسرعان ما فرشت الساحة أمام دار الثقافة عقب قدومهم بالأحصر البلاستيكية.
كما وضعت مضخمات الصوت بعد أن قرر هؤلاء احياء ليلة القدر أمام دار الثقافة واقامة صلوات العصر والمغرب والعشاء والتراويح في الطريق العام قبالة الدار. كما لم يتردد عدد من الملتحين في الدخول الى مقر منطقة الامن الوطني قبالة دار الثقافة للوضوء وذلك استعدادا لأداء الصلاة وهي أول مرة في تاريخ مدينة منزل بورقيبة يصلّي فيها الناس في الطريق العام أمام دار ثقافة قريبة من مركز الامن. كما أن أعوان الأمن لم يتدخلوا من جهتهم في الموضوع ولم يصطدموا مع الملتحين وهو ما يثير عديد الأسئلة بخصوص العلاقة بينهما.
الملتحون يردّون
وذكر المتحدث باسم الملتحين أن اعتراضهم على عرض مسرحية لطفي العبدلي بمنزل بورقيبة ليس وليد اللحظة وإنما يعود لمدة طويلة سابقة أعلموا خلالها المسؤولين برفضهم للعرض، إلا أن هؤلاء (المسؤولين) سفّهوا مطلبهم حسب قول المتحدث وأضاف أن العرض أو المسرحية تمس من الشريعة الإسلامية حسب قوله وفيها سخرية واستصغار للعبادات، كالقرآن والتسبيح والذكر واعتبر المتحدث، برمجة مسرحية لطفي العبدلي في ليلة القدر استفزازا لمشاعر المسلمين حسب قوله، وأضاف أن الغيورين على مدينة منزل بورقيبة احتجوا على ذلك وقرّروا منع المسرحية في اخر لحظة وقال المتحدث أن الدين يفرض عليهم الغيرة والدفاع عن تعاليم الإسلام بالطرق السلمية كما أوضح كل الملتحين الذين تحدثنا إليهم في الموضوع أنهم سيحيون ليلة القدر بصلاة التراويح، بدءا بصلاة العصر والمغرب ثم العشاء والتراويح بالطريق العام أمام دار الثقافة بيرم التونسي، وذلك تعويضا واستنكارا لمسرحية «100٪ حلال».
القمار حلال أم حرام؟
وفي سؤال عن صمت السلفيين تجاه ظاهرة القمار العلني التي انتشرت في ساحة المغرب العربي بالمدينة منذ أول رمضان وإلى غاية ليلة القدر أجاب عدد من الملتحين الذين تحدثنا إليهم، أنهم مدركون لذلك ويعرفون جيدا أن هناك من ينتظر منهم التصادم مع لاعبي القمار في مسعى لحدوث فتنة وشغب في المدينة. وكانت انتقادات عديدة قد وجّهت للملتحين والسلفيين بالمدينة، لصمتهم وغضهم الطرف عن بعض الممارسات والأعمال الأخرى المنافية لتعاليم الدين الإسلامي مثل القمار الإفطار جهرا، واحتجاجهم في المقابل على عرض مسرحية.