صدر عن دار الجنوب للنشر كتّيب جديد بعنوان «ماتيلد ب»، في 72 صفحة للممثّلة والمخرجة المسرحيّة نضال قيقة، رسالة خياليّة إلى تونس من الزّوجة الأولى مفيدة إلى الحبيب بورقيبة، عبرت من خلالها ماتيلدا عن حبّها اللاّمتناهي لتونس، هذا البلد العزيز الّذي أحبّته واعتنقت من أجله الإسلام فكانت تونسيّة حتّى النّخاع. «ماتيلد ب»، ليس كتابا تاريخيّا ولا سيرة ذاتيّة ولا عملا توثيقيّا إنما نص روائيّ كانت ماتيليدا احدى شخصياته،نص يتحدث بأسلوب أدبي بعيد عن السياسة عن امرأة كان لها دور في حياة الحبيب بورقيبة فقد كانت تعترض على العديد من قراراته وتنتقده وتلومه على بعض القرارات.
نضال قيقة لم تتحدث عن بورقيبة ولا تهتم بتوظيف اسمه مثلما يفعل الكثيرون لزيادة مبيعات كتبهم وإنما عبرت من خلال زوجته الأولى مفيدة بورقيبة عن حبّ الوطن والتفاني في النضال والعمل من أجل رفع رايته والدفاع عنه كما تحدثت عن أجانب انصهروا في المجتمع التونسي وأضحوا جزءا من وطن أحبّوه أكثر مما أحبوا بلدانهم الأصليّة.
فحب الوطن هو الموضوع الأساسي لهذا النص السلس والممتع و تونس هي الشّخصيّة الأساسيّة في هذه الرّواية التّي وضعت فيها نضال قيقة الكثير من الأحاسيس المرهفة والصادقة.
كتاب جمعت فيه الكاتبة بين البساطة والشاعرية، فامتزج فيه النّثري بالشّعري مما جعله قريبا منّ القارئ يحاكيه ويجذبه إليه كأنّه نابع من كيان الفرد يعبر عن مشاعره وأفكاره ويصور بطريقة مختلفة علاقة الإنسان بوطنه من خلال شخصية ربما يرى البعض أنها لعبت دورا مهما في حياة الحبيب بورقيبة وأثارت الجدل ويراها البعض الآخر مجرد زوجة للرئيس انتهى ذكرها بمجرد طلاقها فلم يكن لها وجود إلا لكونها زوجة الرئيس.
نص يروي عديد التفاصيل الخاصة عن حياة «ماتيلدا» وبورقيبة من الزواج حتى الطلاق ولكن يبقى السؤال المطروح هو هل ما روته نضال حقيقة أم مجرد إبداع أدبي لا علاقة له بالواقع خاصة وأن هذا المؤلف هو عمل روائي وليس شهادة أو عمل تاريخي وهو ما نترك للقارئ فرصة الاطلاع عليه من خلال تصفح هذا الكتيب.
نضال قيقة في أسطر :
نضال قيقة مسرحيّة، عضو لجنة تحكيم أوّل فيلم طويل في أيّام قرطاج السينمائية في 2008, تعاملت مع إذاعة تونس الدّوليّة2011-2012، شاركت في إدارة دورة تكوينيّة للسّينمائييّن الشّبان في كتابة سيناريو الفيلم القصير2009، تحصّلت في بداياتها على منحة دعم للكتّاب الشّبّان.