نشرت صحيفة «ذي تايمز» البريطانية أمس الجمعة تقريرا عن حوادث قتل ضباط في ليبيا خدموا في عهد العقيد الراحل معمر القذافي وجاء في التقرير أن مفتي ليبيا أدان موجة الاغتيالات ودعا لوقفها فورا. قال تقرير الصحيفة البريطانية ان المفتي الاعلى الليبي أصدر فتوى تدين موجة الاغتيالات لضباط بارزين خدموا سابقا في نظام القذافي.وكان أربعة عشر قد قتلوا هذا العام في مدينة بنغازي في شرق البلاد، موطن ثورة العام الماضي، في ما يبدو أنه عملية تصفية منسقة ووحشية.
جرائم خطيرة
واخيرا، اطلق مغتالون رصاصة على رأس العميد محمد الفيتوري، الذي كان مسؤولا عن تخزين الاسلحة في بنغازي اثناء مغادرته بعد صلاة العصر يوم الجمعة. وقبل اسبوعين من ذلك كانت هناك محاولة لاغتيال العقيد خليفة حفتر، قائد القوات البرية الليبية، والذي لعب دورا بارزا في الثورة.
وقال الشيخ صادق الغرياني في بيان عبر دار الفتوى الليبية: «ان من المحرم في ديننا على اي فرد اوجهة قتل شخص بدم بارد». ووصف اعمال القتل بانها «جرائم بشعة» مشيرا الى ان ليس هناك اي مبرر لمثل هذه الهجمات «بغض النظر عن الدافع». وعلى الرغم من ان الشيخ الغرياني هوالعالم الاسلامي الأبرز في ليبيا، يتعين الانتظار لرؤية ما اذا كانت الفتوى ستوقف اعمال القتل. وتبدو قوات الأمن في بنغازي غير قادرة على منع الهجمات لأنها مكبلة بمحدودية الموارد. وما يزال لواء من الجيش النظامي يسكن في انقاض محترقة في احدى الثكنات من عهد القذافي من دون جهاز حاسوب اوكرسي في كل المجمع.
ولم يتم اعتقال اي من المسؤولين عن اعمال القتل بينما تتفشى التكهنات في اوساط السكان المحليين عن المسؤول عن ذلك.وقالت هناء الجلال، عضو مجلس بنغازي الوطني للحريات العامة وحقوق الانسان: «بعض الناس يحملون الاسلاميين المسؤولية، وآخرون يحملونها للثوار، وما يزال آخرون يلقون باللوم على انصار للقذافي».
وأضافت: «ايا يكن المسؤول، فاننا لسنا بحاجة الى فتوى من اجل ادانة قتل اي ليبي بهذه الطريقة الوحشية. لقد خضنا هذه الثورة من أجل حكم القانون، وليس من اجل الاغتيالات والقتل العشوائي».
من أجل الجيش
من جهة أخرى قال اللواء الركن سليمان محمود العبيدي معاون قائد أركان الجبش الليبي ان ليبيا بحاجة الى جيش قوي وحديث لحماية المؤسسات والديمقراطية الناشئة. وحول تعطيل تكوين الجيش الليبي من جديد رأى اللواء الركن سليمان محمود العبيدي الذي كان من بين أول القادة العسكرين المنشقين عن نظام معمر القذافي. وشغل عدة مناصب قيادية منها نائب مدير الاستخبارات العسكرية ورئيس الحرس الجمهوري في بنغازي قبل أن ينضم للثورة أن التعطيل يخدم مصلحة زمرة الاسلاميين المتطرفين وأجندة خارجية لا يريدون للجيش أن يتماسك.
وأضاف «الجيش في المجتمع الأمريكي، مثلا، مهم جدا مثل رئيس الوزراء ونائب الرئيس وتأتي الطبقة الثانية وهى الكونغرس بينما تتكون الطبقة الثالثة من العسكريين». وتابع المسؤول الليبي قوله لشبكة «مغاربية» الاعلامية ان «الأمم الحية لا تخاف من جيشها، بل تعطيه كل حقوقه: كبرياؤه وكرامته وامكانياته؛ ليكون مخلصا في الدفاع عن دولته لا كما فعل القذافي الذي وجه ضربات موجعة للجيش الليبي. أنا مؤمن بمؤسسة عسكرية تؤمن بالقانون وتحمي الدستور والوطن. وأكد أن المؤسسة العسكرية لا ينبغي أن تحمي الحاكم؛ انما النظام سواء كان جمهوريا أوملكيا فالتراب المقدس. أؤمن بمؤسسة القوانين والحريات والحقوق، هذا هو جيش المستقبل.