قال مسؤول في المجلس الوطني الانتقالي الليبي إن المجلس ينوي نقل السلطة رسميا إلى المؤتمر الوطني العام الجديد في 8 أوت المقبل لكن الاعلان عن الموعد الحاسم تزامن مع تعرض قائد القوات البرية الليبية لمحاولة اغتيال. قال عثمان بن ساسي، عضو المجلس الوطني الانتقالي إن «الثامن من أوت هو الموعد المقرر لنقل السلطة من المجلس الوطني الانتقالي إلى المؤتمر الوطني العام». وأوضح المسؤول أن تسليم السلطة سيتم خلال احتفال رمزي على أن يبدأ المؤتمر الوطني العام، المكون من 200 مقعد، أعماله رسميا في اليوم التالي أو بعد يومين.
موعد حاسم
وسيكلف المؤتمر الوطني العام بتشكيل حكومة جديدة تحل محل المجلس الوطني الانتقالي الذي سيتم حله في الجلسة الاولى للمؤتمر. كما سيقوم بالاعداد لانتخابات جديدة تجرى على أساس الدستور الجديد للبلاد. ويملك تحالف القوى الوطنية، الذي يضم أكثر من 40 حزبا ليبراليا صغيرا، 39 مقعدا من المقاعد ال80 المخصصة للأحزاب السياسية. ويحتل حزب العدالة والبناء المنبثق عن جماعة «الإخوان المسلمين» المركز الثاني في المؤتمر الوطني مع 17 مقعدا.
ويشغل المقاعد ال120 الباقية مرشحون مستقلون لا تعرف حتى الآن انتماءاتهم أو اتجاهاتهم. ويتوقع أن يسعى الحزبان الرئيسيان إلى استمالة المستقلين لتشكيل كتلة مهيمنة داخل المؤتمر الوطني العام، حيث يتعين حصول معظم القرارات والتشريعات على غالبية الثلثين لتمريرها.
وكان من المفروض أن يسلم المجلس الانتقالي السلطة الى المؤتمر الوطني العام في نهاية جويلية الجاري لكن الاعتراضات و مسائل تقنية أخرى أجلت العمليةأسبوعا واحدا.
ويرى مراقبون و مسؤولون ليبيون أن تواصل الهدوء في مختلف أرجاء ليبيا ( رغم انتشار الأسلحة) يدعو الى التفاؤل ويسمح بانتقال السلطة الى المجلس التأسيسي في الثامن من أوت القادم.
محاولة اغتيال
من جهة أخرى وقبل أيام قليلة من موعد نقل السلطة أعلن في طرا بلس أمس أن موكب قائد القوات البرية الليبية اللواء خليفة حفتر تعرض لإطلاق رصاص أثناء عودته إلى منزله، إلا أنه نجا ولم تقع إصابات تذكر. ونفي اللواء خليفة حفتر أن يكون لمحاولة اغتياله علاقة بمقتل رئيس أركان الجيش الليبي السابق عبدالفتاح يونس، الذي تصادف هذه الحادثة اليوم التالي للذكرى الأولى لاغتياله.
واتهم حفتر مجموعة تنتمي لنظام ليبيا السابق والموالين للقذافي بالوقوف وراء محاولة اغتياله الفاشلة. وكان خليفة حفتر من القادة العسكريين الذين ساهموا مع معمر القذافي في انقلاب 1969، وكما كان عضوًا في مجلس قيادة الثورة، الذي انبثق عن الانقلاب الذي قاده القذافي.
وأثناء نظام القذافي قاد حفتر القوات المسلحة الليبية خلال الحرب الليبية التشادية، وأُسِرَ مع مئات الجنود الليبيين في معركة وادي الدوم يوم 22 مارس 1987. وبعد حرب تشاد بعام واحد، انشق اللواء حفتر عن معمر القذافي، وقاد الجناح العسكري للجبهة الليبية لإنقاذ ليبيا، والذي عرف بالجيش الوطني لإنقاذ ليبيا.
كما كان الجناح العسكري أحد أقدم الفصائل الليبية المعارضة لنظام معمر القذافي قبل الثورة، والتي تأسست في أكتوبر 1981م بهدف الإطاحة بحكم القذافي وإنشاء بديل دستوري ديمقراطي.
ومن أبرز أحداث تاريخ الجبهة معركة «باب العزيزية»، التي هاجمت فيها مجموعة من الجبهة باب العزيزية، بهدف اغتيال العقيد الراحل معمر القذافي. وبعد ثورة 17 فيفري ومعارضة تزيد على عشرين عامًا لنظام القذافي عاد حفتر لليبيا في مارس سنة 2011 وتمت تسميته توافقيًّا رئيسًا للأركان بعد تكوين الجيش الوطني الليبي في 18 نوفمبر من نفس العام.
وفي وقت سابق، قُتل عقيد في الاستخبارات العسكرية الليبية التابعة للنظام السابق سليمان بوزريدة أثناء ذهابه لأداء صلاة التراويح في منطقة الليثي بمسجد عامر بن ياس بنغازي.