شهدت ولاية باجة في المدة الأخيرة زيارات رفيعة المستوى، وآخرها زيارة السيّد وزير النقل وذلك من أجل الإشراف على الحملة الوطنية للنظافة والعناية بالبيئة. وبعد أن كانت الحملة الأخيرة أكثر من ناجحة، تمّ إقرار حملة استثنائيّة ثانية. وفي هذا الاطار صدر أخيرا تقييم مرحلي لهذه الحملة من طرف الجهات المختصّة بوزارة الداخليّة، والذي اكد أنّ ولاية باجة وباشراف السيّد نصر التميمي والي الجهة، كانت قد حققت نسبة 75.16 ٪ في ما يخصّ رفع الفضلات المنتشرة، هذه النسبة وصلت مداها بعد التدخّلات الفعّالة لبلديات تستور، قبلاط ومجاز الباب، التي كانت قد رفعت جميع الفضلات المتراكمة بها بنسبة 100٪.
وتزامنا مع القرار القاضي بالقيام بحملة نظافة استثنائيّة ثانية، والتي انطلقت يوم 4 أوت الجاري، امتدّت أيدي عمال النظافة بتستور الى شوارع المدينة العتيقة، التي تضمّ أحياء الرحيبة، التاغرين، الفلّة والبساتين، على مستوى الطريق الحزاميّة وضفاف وادي مجردة، هذه الحملة كانت بالاشتراك مع الفرع المحلّي للتجهيز، أين وقع تسخير جرّارين وشاحنة ثقيلة، رافعة و20 عاملا، لمدّة عشر ساعات كاملة، تمّ خلالها رفع 10 أطنان من الفضلات المنزليّة والأتربة، كلّ ذلك قبل برنامج يومي 11 و18 من الشهر الجّاري..
«الشروق» اتصلت بالسيّدة أحلام العرفاوي، الكاتبة العاّمة لبلديّة تستور، التي توجّهت بتحيّة شكر الى كلّ مواطني ومواطنات المدينة على التعاون المثمر الذي أنجح الحملات المقامة أخيرا وفي فترات سابقة، آملة في تواصل هذا التعاون البنّاء قصد تجاوز مشكلة تكدّس الأوساخ باختلافها وما ينتج عنها من روائح كريهة تتسبّب في أمراض للجميع، ودعتهم للابلاغ عن أيّ تقصير في ما يخصّ التخاذل في آداء الواجب البلدي، دون اللّجوء الى حرق تلك النفايات الشيء الذي يتسبب في خطر بيئي كبير. كما أكّدت أنّ البلديّة، وبالنسبة للمشاريع المبرمجة لسنوات 2010 و2011، قد وصلت نسب تحقيقها ال100٪، فضلا عن الوصول الى نسبة 40٪ في تفعيل مشاريع سنة 2012 .
كما زار مدينة تستور وفد ممثّل عن بلديّة «جيبلّينة» التابعة لمقاطعة «بلارمو» في الجنوب الايطالي، في اطار تفعيل علاقة توأمة ثلاثيّة بين البلديّتين وجمعيّة «احياء التّراث والتنمية» بتستور، حيث وقع الاتّفاق على بعث مشروع أطلق عليه اسم «مشروع قرطاج»، والذي سيعنى بالمحافظة على التراث السمعي الموسيقي العربي التقليدي، وفي وقت سابق كانت هذه الجمعيّة الفتيّة قد استقبلت الوفد بأحد نزل العاصمة تونس، ثمّ وقع تنظيم رحلة ترفيهيّة واستكشافيّة له امتدّت على جلّ المواقع الأثريّة بالمدينة مرورا بالمسلك السّياحي والثّقافي بمدينة تستور، علاوة عن استقبالهم من طرف السيّد والي باجة بمقرّ الولاية.
وعلى اثر هذه الزّيارة النّاجحة، تم التوقيع على معاهدة تعاون وتبادل ثقّافي واقتصادي، تعهّد خلالها الجانب الايطالي بصرف تمويل مباشر تصل قيمته ال800 ألف أورو ستكون خير بداية لبعث «مشروع قرطاج» وهو ما يعادل 2 مليون دينار تونسي تقريبا.