النشاط الجمعياتي في تالة بدأ يشق طريقه وسط الثورة وان كان في سرعة السلحفاة وعليه فإن المجتمع المدني يبارك كل نشاط يسهم في دفع عجلة التنمية وفي هذا الإطار نظمت جمعية العلم والعمل بتالة مؤخرا حفل ختان لفائدة أبناء ضعاف الحال وقد استبشر المستفيدون بهذه الحركة النبيلة. «الشروق «واكبت في مركز رعاية الأم والطفل وبداية من الساعة الثامنة صباحا هذا الجو الاحتفالي الذي غمرت فيه رائحة البخور العطرة المكان وتحلت النسوة بمظاهر الزينة وتزيين الأطفال بالجبة والطربوش والأرجل مخضبة بالحناء والبسمة والفرح على وجوه كل الحاضرين والتقطت الصور التذكارية من هنا وهناك والتقت بالسيد لمين عماري رئيس الجمعية الذي ذكر بأن هذا الحفل هو مبادرة خيرية من الجمعية أرادت من خلاله أن تقف إلى جانب ضعاف الحال وهي مساهمة بسيطة لزرع البسمة داخل البيوت في جهتنا وللأخذ بأيدي الفقراء منهم ولاحظ أن الجمعية هي عضو في تنسيقية تشمل أكثر من مائتي جمعية هي الأمانة العامة للعمل الخيري والتطوعي وفلسفتها مقاومة الجهل والفقر باعتبارهما آفة سرطانية تنخر الجسم الاجتماعي وأضاف أن الأزمة اليوم هي أزمة مبادئ وأخلاق ستسعى الجمعية إلى معالجتها بما استطاعت اليه من جهد ولأنها جمعية علم فإنها ستعمل على توفير المناخ الملائم للتلميذ في مختلف الفضاءات التعليمية من رياض الأطفال إلى المعاهد لتغذي في الناشئة ملكة الاجتهاد والعمل ويضيف محدثنا بالقول: لأن الجمعية سعت إلى توفير المدافئ بأغلب المدارس الريفية وعلى توفير الماء الصالح للشراب بمدرسة الشار 1 وذلك بحفر بئر عميقة أما في تالةالمدينة فسيقع تجهيز كل المدارس بالتدفئة المركزية وذلك بالتعاون مع جمعية «تونسيو الضفتين» وفي خاتمة كلمته ذكر السيد العماري أن هذا الاحتفال يكون على مرحلتين من شهر رمضان المعظم وبهذه المناسبة أبى إلا أن يرفع أسمى عبارات الشكر إلى الطاقم الطبي المتطوع الذي يتكون من طبيب جراح ومساعديه .
أما السيد عبد الحميد العرباوي كاتب عام الجمعية فأضاف أن الجمعية مازالت فتية وبالرغم من ذلك فقد قدمت العديد من المساعدات إلى العائلات المتضررة من موجة البرد الماضية وأكد أن للجمعية مقاصد وأهدافا خيرية تطوعية تنأى عن كل الأغراض السياسية الضيقة وككل الجمعيات يظل الجانب المادي هاجسنا نظرا الى غياب الموارد الذاتية ومع ذلك نقول إن أبواب الجمعية مفتوحة لكل أطياف المجتمع المدني سواء للانخراط أو لإبداء الرأي بالنقد البناء الهادف إلى إرساء بنية أساسية لتنمية حقيقية بالجهة ولعل من مطامحنا تركيز مقر يحتضن الأنشطة والندوات والاجتماعات ويؤثث بالممكن من المعدات كل ذلك لدفع العمل الخيري والتطوعي بالجهة».
«الشروق» استغلت كذلك وجود جمعية المحافظة على القرآن الكريم ممثلة في الكاتب العام المساعد السيد عبد المجيد بوضيافي ليمدنا بفكرة عن جمعيته وعن سر تواجده في هذا الحفل فوافانا مشكورا بأن تواجده يندرج في إطار التعاون بين الجمعيات خدمة للناشئة وعن الجمعية التي ينتمي إليها ذكر محدثنا أنها من أعرق الجمعيات في تونس وقع إحياؤها ولاحظ أنه وان تحصلت جمعيته على التأشيرة القانونية في أواخر السنة الدراسية إلا أنهم – المقصود أعضاء الجمعية - قاموا ببعض الأنشطة أهمها تنظيم دورة صيفية لحفظ القرآن اختتمت بتوزيع جوائز متمثلة في كتب دينية ومصاحف بالتعاون مع جمعية العلم والعمل مما شجع على التفكير في جعل العمل مستمرا ومتواصلا رغم العوائق المتمثلة في إيجاد الإطار الكافي للتدريس وضعف الإمكانيات المادية إضافة إلى عدم توفر مقر رسمي وختاما وجه محدثنا تشكراته إلى الذين تطوعوا لتحفيظ القرآن الكريم جزاهم الله كل خير – وكذلك السيد معز مجولى الذي أمد الجمعية بمجموعة من الجوائز لإفادة الناشئة .