كان من المنطقي أن تؤدي هزيمة النجم ضد الترجي الرياضي في مسابقة رابطة الأبطال الافريقية وظيفتها الطبيعية في اعادة احياء أركان أزمة النجم التي لم تعد بالأمر الغريب على فريق دخل منذ 5 سنوات في موجة من الأزمات المتواصلة ... هذه الأزمات كانت تنبئ في كل مرة بدخول النجم في منعرج خطير سرعان ما يتجاوزه وتهدأ عاصفته هزيمة السبت الماضي فتحت مجددا ملفات قديمة في ثوب جديد... الانتدابات... الاختيارات الفنية وسياسة التسيير داخل الفريق... الخلافات والتكتلات ملامح الأزمة التي أكدت كل المعطيات أنها «نيران صديقة» وليست «عدوانا خارجيا، فالنجم دخل منذ فترة في حرب «داخلية» ولدت مشاكل عديدة كانت كفيلة بتعرية عديد النقائص والحقائق. أسباب سقوط النجم
كل الدلائل كانت تشير منذ أسابيع الى أن النجم لن يحقق الانتصارات المطلوبة بالرغم من محاولة أحباء الفريق وأنصاره ايهام أنفسهم بأن فريقهم بهيئته المديرة وطاقمه الفني ولاعبيه سوف لن يخذلهم ولن يحبط عزائمهم ولن يتركهم مرة أخرى يتمرغون في أوحال الهزيمة والانكسار. منذ أسابيع والفريق يلعب بلا روح وبدون خطة منذ أسابيع وتلك القافلة من اللاعبين المحترفين الذين يتقاضون أعلى الجرايات وأكبر الامتيازات يحرصون على فعل كل شيء الا القيام بواجبهم تجاه فريق احتضنهم ووفر لهم ما لم يكونوا يحلمون به. مازو... ماذا يفعل؟
كان النيجيري موسى مازو ذلك اللاعب البهلواني الذي لا يصلح الا للسيرك والذي تم استقدامه بمئات الملايين عبئا ثقيلا على الفريق وحاجزا معنويا أمام عديد اللاعبين الاكثر منه موهبة وقدرة على الاضافة كان لا يتردد في الاتيان بما لا يأتي به المبتدئون فتراه كما حدث في مقابلة الترجي الأخيرة عاجزا عن ترويض الكرة (يا لضياع الملايين والاعصاب) وكيف تريدونه أن يفعل خلاف ذلك؟ المراجعة ضرورية
في ظل ما حدث مساء السبت الماضي لابد لهيئة رضا شرف الدين أن تراجع بعض حساباتها في أكثر من نقطة لأن الذين يصفقون صباحا مساء بدعوى المحافظة على هدوء الاجواء لا يحبون النجم... فالصفعة كانت مؤلمة للجميع ولا يمكن أن تسكنها الا مواقف واجراءات تمس صميم الداء... لأن النجم الكبير لم يتعود على الحلول الصغيرة والعثرات المسجلة في رابطة الأبطال تنبئ بموسم مخجل لم يتعود عليه النجم حتى في أتعس أيامه.
لماذا انقلب الاحباء؟!
مساء السبت الماضي ظن الجميع أن أحباء النجم سيضعون مصلحة فريقهم فوق كل الاعتبارات ولن يتخلوا عنه حتى في أحلك الفترات من المقابلة ضد الترجي الا أنهم فاجؤوا الجميع بانقلابهم على ممثليهم مباشرة بعد الهدف الاول للضيوف. أحباء النجم وتحديدا البعض منهم قاموا بتجاوزات زادت تعقيد مهمة فريقهم ولاعبيه الذين فقدوا تركيزهم على المباراة وفقدوا أيضا صوابهم فأصبحوا يخيطون خيط عشواء وقبلوا هدفا ثانيا كان كفيلا بأن تعرف المقابلة نهاية دراماتيكية قبل أوانها. لن نلقن أحباء النجم دروسا في حب فريقهم لكننا نقول لهم أنكم أسأتم لفريقكم خاصة وللرياضة عامة. ما تأكدنا منه أن علاقة بعض أحباء النجم إن لم نقل أغلبهم بفريقهم هشة الى حد بعيد وهذا ما أدى الى الوضعية التي أصبح عليها الفريق.
عش بالأمل
النجم في مثل هذه الفترة بالذات أضحى في أشد الحاجة لإلتفاف الجميع حوله ليصنع المعجزة الثانية... فالأولى كانت عند ارتقائه الى دور المجموعتين بعد ان رآه الجميع منسحبا... أما الثانية فهي قدرته على المرور الى المربع الذهبي لأنه حسابيا كل شيء مازال ممكنا اذ يكفي الفوز في الجولتين المتبقيتين حتى يحقق ما يراه البعض مستحيلا.