مع انطلاقة الموسم الحالي صارت الأمور داخل أروقة النجم أشبه ما يكون بكرة الثلج التي بدأت تتدحرج لتتحول الى شيء رهيب بات يهدد بأن يأتي على كل شيء ليتحول المشهد الى لغز قد يصعب على الأحباء والأنصار المخلصين فك رموزه خلال هذه المرحلة بحكم صعوبة الظرف وتراكم المعطيات... وأول ما قد يعمّق ويؤزم الأمور يتعلق بالوقت نفسه فالفريق الذي تعود ان تنتهي مشاكله مهما كبرت داخل الغرف المغلقة، أصبح مادة دسمة يومية للتقطيع والترييش وتناسل الاشاعات بالحق والباطل وأصبح النجم الذي كان مضربا للأمثال في صلابة البناء الأكثر هشاشة هذه الايام. قوة النجم التي عجز عنها منافسوه في الماضي حتى في عهد رئيس الجمعية السابق السيد عثمان جنيّح، كانت لقمة سائغة بين أيدي ابنائه الذين كانوا قادرين عما عجز عنه غيرهم وبفضلهم اصبح النجم على أبواب نفق مظلم قد يكون من الصعب الخروج منه بسهولة. هذه حصيلتنا حديث الكواليس مع هيئة النجم الحالية، يؤكد أنها تستغرب ان يصل الأمر الى حدود التطاول على أشخاص ضحوا بكل شيء من أجل الفريق وكانت الحصيلة حلما لبعض الأندية رغم ان الالقاب التي ضاعت أكثر من التي استقرت على رفوف الجمعية، فخلال المواسم الثلاثة الماضية توّج الفريق الاول بأربعة ألقاب والآمال بلقب الى جانب تتويج كرة اليد والسلة والطائرة كما ان ميزانية النادي بلغت رقما قياسيا وهي الأكبر في بطولتنا.. كل هذا رغم الظروف الصعبة التي يدركها الجميع ولكن الأمور آلت الى ردّ فعل عكسي وهستيريا تعطي انطباعا بأن الفريق بلغ المستنقع رغم ايماننا بأن بعض النتائج ليست في حجم النجم وأن عديد الاختيارات لم تكن موفقة بسبب قلة الخبرة والارتجال وعدم استشارة اهل الذكر، لكن الأمر هنا لا يهم هذه الفترة فحالة الانفلات في النجم عرفت بدايتها منذ الموسم الماضي وحتى قبل ذلك. هزات عابرة أم أزمة؟ كان من المنطقي ان تؤدي الهزيمة أمام الترجي وقبل ذلك فشل الفريق في الذهاب بعيدا في مسابقة كأس رابطة الابطال الافريقية وظيفتها الطبيعية في إعادة احياء أركان أزمة النجم التي لم تعد بالأمر الغريب على فريق دخل منذ الموسم الماضي في موجة من «النوبات المتواصلة» التي كانت تنبئ في كل مرة بدخول النجم في منعرج خطير سرعان ما يتجاوزه وتهدأ عاصفته فالهزيمة الثانية على التوالي في البطولة وقبل ذلك في كأس رابطة الابطال فتحتا مجددا ملفات قديمة في ثوب جديد.. الانتدابات.. الاختيارات الفنية وسياسة التسيير داخل الفريق.. الخلافات والتكتلات ملامح الازمة التي أكدت كل المعطيات انها بالأساس «نيران صديقة» وليست عدوانا خارجيا، فالنجم دخل منذ فترة في حرب «داخلية» ولدت مشاكل عديدة كانت كفيلة بتعرية عديد النقائص والأمور التي تتجاوز النتائج الحاصلة لتصبح تصفية حسابات لا غير. إدريس فوق حقل ألغام ندرك جيدا ان السيد معز إدريس أراد الخير للفريق وأن ما قام به من هفوات وأخطاء لم تكن عن سوء نيّة بل تقدير خاطئ يمكن ان يسقط فيه اي رئيس جمعية أخرى.. ومعز إدريس لم يكن خبيرا بما فيه الكفاية بالأجواء المحيطة بالنجم والمزروعة كلها ألغام.. لهذا كان لابدّ لخطواته ان تعتريها بعض الأخطاء التقديرية التي منها يتعلم البشر وانطلاقا منها يبدأ الاصلاح والتعديل والتقويم الصحيح. استهداف معز ادريس لم يكن بسبب النتائج السلبية او هروب بعض الألقاب في الموسمين الماضيين او الانتدابات الفاشلة او تسريح بعض اللاعبين او الاصرار ذات موسم على عدم إعادة فوزي البنزرتي لتدريب الفريق.. فالأمر أبعد وأعمق من كل هذه الأسباب.. فالمطلوب هو رأس معز ادريس.. وهو ما تأكد عند كل هزيمة او تعادل.. آخر الكلام نقولها بكل ما نملك من صراحة ان الحل في إبعاد شبح الأزمة عن النجم الساحلي ليس في التهجمات على شخص معز ادريس ولا بوضعه في قفص الاتهام.. لكن بوضع مصلحة الجمعية فوق كل الاعتبارات الشخصية.. فقد كان الدرس من الترجي لنتأكد في النهاية ان الأندية الكبرى لا تسقط ولو سقطت كل الرؤوس من حولها.. النجم يحتاج اليوم الى تدخل سريع وناجع لإيقاف التوترات التي لازمته... وإذا اقتنع البعض ان اللعبة انكشفت فليكف عن ذلك احتراما لشخصه ولفريقه قبل ان يتعرى ويفتضح أمره.