من الظواهر الغريبة التي لم تتخلص منها الحياة الثقافية منذ سنوات هي وجود بعض الأسماء ذات الصيت الكبير والحظوة الأكبر دون أن تكون لها كتب ولا مساهمات حقيقية في الحياة الثقافية. فهؤلاء الكتاب الذين لم يصدروا كتبا أو في أحسن الحالات اكتفوا بكتاب يتيم يستثمرونه شرقا وغربا تجدهم في الاذاعة وفي التلفزة وعلى صفحات الجرائد يتحدثون عن الأدب ويقدمون آراءهم في الآخرين بل احتلوا أعلى المراتب في المؤسسات الثقافية والمنظمات دون أن يكون لهم اسهام فعلي. فماذا نسمّي هؤلاء؟ هل يستحق من لم يصدر كتبا ان يسمّى كاتبا أليسوا هؤلاء كتّابا بالثقة كما قال أحد الأصدقاء... إن أحرار هذه الفئة من «المبدعين» على «الترسكية» في الحياة الثقافية مسألة لا تليق بهم ولا بأعمارهم فمن المفروض ان يكون تعاملهم مع الكتابة أكثر جدية خاصة ان مواهبهم لا تخفى على أحد لكنهم تعمدوا إهدارها في مجالات خارج الكتابة. واذا كان للجيل الجديد من الكتاب التونسيين من ميزة فهي بلا جدال اصرارهم على الكتابة وعلى النشر رغم ظروف النشر الصعبة ومسالك التوزيع المغلقة. فالتجارب الأدبية تحتاج الى تراكم والتراكم هو الذي يؤصّل التجربة وهذا لن يتم ولن يحدث بدون نشر... فالى متى سيبقى بعض نجوم الحياة الثقافية والأمسيات الشعرية بلا كتب!