إضافة إلى الامكانات الفلاحية الهامة تزخر منطقة الزوارين بثروات طبيعية هامة يمكن تفعيل دورها لتحقيق التنمية المحلية، من أبرزها الرمال والمادة الاولية لمادة الاسمنت. يتركز هذا المشروع «بكدية الحريقة» التي تبعد عن الزوارين 2 كلم على الطريق المتجهة نحو السرس. وحسب دراسة وتحاليل قام بها الديوان الوطني للمناجم قدرت مدخرات المادة الاسمنتية ب800 مليون متر مكعب وهو ما يمكن من طاقة انتاجية تقدر بمليون طن في السنة وقد اشارت الدراسة إلى أن 80 بالمائة من الانتاج توجه للسوق الداخلية وتخصص البقية (20 بالمائة) للتصدير. ولانطلاق المشروع لابد من توفر استثمارات تتراوح قيمتها بين 250 و300 مليون دينار، ويمكن هذا الانجاز الهام من خلق 250 موطن شغل دائم علاوة على مواطن الشغل غير المباشرة في عديد القطاعات المرتبطة بالإنتاج والنقل والتسويق الذي يمكن أن يتم عن طريق الخط الحديدي الذي يمر قرب المنطقة وكذلك وجود الدهماني السرس.
لقد تم التركيز على هذا المشروع منذ سنوات أي قبل الثورة وذلك لغايات سياسوية وتم التأكيد على مزاياه، لكن بين عشية وضحاها تبخر وراجت أخبار عن تحويل وجهته إلى مكان اخر .بعد الثورة تمت اثارة المشروع من جديد خلال عديد المناسبات من ابرزها أيام الشراكة التونسية الجزائرية الملتئمة خلال شهر فيفري الماضي. انتظر الأهالي المشروع كثيرا وعلقوا عليه امالهم العريضة في التشغيل والتنمية على الرغم من مخاوف بعضهم من الاضرار البيئية التي يمكن أن تصاحبه، لكن في النهاية يبدو أن اليأس بدأ يتسرب إلى النفوس خاصة بعد تركيز مصانع للإسمنت بعدة جهات أخرى، حيث أكد المهندس حميدة السلطاني صعوبة انجاز المشروع خاصة بعد فتح مصانع جديدة فإنجازه يعني ربما تضخما في الانتاج وصعوبات في التصدير نظرا لبعد المنطقة عن الموانئ. لكن رغم ذلك مازال أمل البعض قائما في تنفيذ المشروع مستقبلا.