مقبرة أولاد عزيزة هي وجه تاريخي للجهة دفن من كافح ضد الاستعمار الفرنسي ومن استشهد خلال ثورة الكرامة ومن ساهم في خدمة الجهة بصدق وإخلاص فيها دفن من عايشناه منذ سنين ومن رحل منذ أيام وفيها عدد من الفاتحين من صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم لكن المؤسف أن هذه المقبرة تعاني من التجاوزات والاهمال مما يهدد بفقدانها لقيمتها التاريخية المفرح أن أسوار المقبرة المشيدة على جانب الطريق الرئيسي تتحلى بشكل أنيق وجميل زاده تعبيد هذه الطريق «بعد الثورة» وترصيفها بهاء ، أما في جوانبها الخلفية فلا علامة تدل على صيانة أوحماية، أسوار إن وجدت متداعية وأيلة للسقوط ومداخل مهملة دون تسييج فسحت المجال للكلاب السائبة التي نبشت في عديد الأحيان المقابر غير المبنية والحيوانات الأهلية نشرت فضلاتها في كل شبر منها ونظراً لشساعتها وامتدادها وانفتاحها على الاودية والهضاب فقد تسللت إليها الخنازير دون أتعاب. أما في مواسم الأمطار فتغرق هذه المقبرة في الأوحال والمياه الراكدة والتي تعيق عملية الدفن وقد تؤجله أحيانا ، ويحرس المقبرة حارس أمين دافع بكل الطرق عنها لكن هذه الطرق كثيراً ما كانت تنغلق في وجهه للأسباب المذكورة سالفاً وأخرى أكثر فظاعة. ومسالك المقبرة وعرة تنتشر فيها الحفر وأنياب الحجارة وقد افتقرت إلى الإنارة. هي مقبرة عزيزة على الاهالي في القصرين لها في النفوس مكانة متميزة لأنها تذكر بالتاريخ بل هي أرشيف جنائزي بأتم معنى الكلمة يستطيع أي باحث كتابة حقبة من تاريخ الجهة من خلال قبورها التي تعد كتابا مفتوحا وهي كذلك مقام لأولياء الله الصالحين فيها تقام المهرجانات منذ أقدم السنين ، إليها يجرفك الحنين شخوصها أمواتها زيارتهم واجبة في كل حين. فمتى تنفرج عن هذه المقبرة المهانة ؟ وهل يأتي عليها يوم تشهد فيه أمانة المحافظة والحماية ؟ ولماذا لا تستغل شاهداً على عراقة الفتوحات الاسلامية بهذه المنطقة لاحتوائها رفاة صحابة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الفاتحين ؟