كانت الأراضي المحاذية للوديان بجهة غار الدماء من ولاية جندوبة سابقا كأفضل ما يكون في الزراعات الصيفية للخضر والغلال ولكن هذا الاستغلال تراجع بشكل كبير بل كاد ينعدم لعدة أسباب أهمها ضعف منسوب المياه صيفا . استغلال الأراضي القريبة للوديان يكون النصيب الكبير منها لوادي : مجردة والرغاي بفضل منسوبهما الكبير وبقاء المياه منسابة في جميع الفصول حتى في ذروة الصيف ولكن هذا الاستغلال قل وندر للصعوبات .
أهم أسباب تراجع استغلال الأراضي الفلاحية المحاذية للأنهار يفسره عدد من الفلاحين بضعف منسوب المياه صيفا وذلك بسبب السدود والبحيرات التي أنجزت عليها من ذلك السد الكبير على مجردة المتواجد بالقطر الجزائري الشقيق .أما السبب الثاني فيتمثل في كثرة استعمال مياه الأنهار صيفا فالمياه المتبقية وعلى ضعفها يقع استغلالها في سقي الحيوانات ناهيك أن الوديان تعرف توافدا بالمئات من الحيوانات لأجل هذا الغرض مما يجعل مياه الري ضعيفة بل منعدمة في أغلب الأحيان مما يجعل الفلاح يتنازل عن هذا التوجه ورغم أن البعض يعمد إلى حفر حفرة عميقة بالوادي ( مجردة – الرغاي ) لجمع المياه لري المزروعات الصيفية إلا أن ذلك لا يكفي مما يضطر كل من يفكر في الزراعة الصيفية إلى رمي المنديل .
من بين الأسباب الأخرى للتخلي عن الزراعات الصيفية قرب الوديان ودائما سب أجوار الوديان تتمثل في إرتفاع كلفة الري خاصة المحروقات وكذلك التجهيزات الأخرى من خراطيم وقنوات وغيرها وهي مجتمعة تثقل كاهل الفلاح هذا إضافة إلى غلاء أسعار البذور والأسمدة والأدوية هذا في ظل تراجع خصوبة الأراضي من فرط الاستغلال الذي أنهك الأراضي وغياب تدخل الدولة للتشجيع .
أما الصعوبة الأخرى فتتمثل في كيفية ترويج المنتوج عند النشاط في ظل غياب المسالك الفلاحية المهيأة التي تضمن سبل التنقل والمنافسة الشديدة من طرف منتوجات المناطق السقوية بالجهة وهي جميعا عوامل وصعوبات اجتمعت ليتراجع معها استغلال الأراضي المجاورة للوديان استغلالا كان يمكن أن يتطور معه الإنتاج كما وكيفا ويخلق مواطن شغل إضافية علما وأن تراجع الاستغلال تراجعت معه عدة زراعات تشمل الخضر الصيفية والأشجار المثمرة .
التراجع عن استغلال الأراضي المجاورة لأنهار الجهة وما أكثرها يتطلب دراسة شاملة تمهد لخطة جديدة للإستغلال سواء كان بتشجيع الناشطين ماديا ومعنويا أو في تركيز سدود وبحيرات توفر كميات هامة من المياه تصبح مصدرا للنشاط السقوي بعيدا عن هذه العراقيل والصعوبات التي خسر بمقتضاها القطاع خسارة آن الأوان للتخلص منها .