فوجئ اهالي ومواطنو مدينة بنزرت في الايام القليلة الماضية بالخبر الذي تناقلته كبرى وسائل الاعلام الفرنسية والذي يتحدث عن الاعتداء الذي تعرض له النائب الاشتراكي جمال الغربي في بنزرت من طرف مجموعة من السلفيين حسب روايته بسبب لباس زوجته وابنته. ما يلفت الانتباه في القضية أنها وقعت ليلة 17 اوت حسب «المعتدى عليه» و في مكان يعد القلب النابض لبنزرت إلا انه لا احد تحدث عنها في وقتها وهذا ما توصلنا اليه بالعودة إلى المكان وسؤال الاشخاص المتواجدين هناك والذين يعدون من رواد المقاهي فإن لا احد اكد حصول خصومة كبيرة شارك فيها 50 سلفي مدججين بالهراوات حسب ما تداولته وسائل الاعلام الفرنسية. زياد العربي وهو شاهد عيان أكد ل«الشروق» قائلا «لقد كنت متواجدا ليلة الحادثة فعلا حين وقعت خصومة بين جمال الغربي وبعض الملتحين وعددهم اقل بكثير من خمسين ولم يكن بأيديهم هراوات لقد كنت قريبا من مكان الحادث جالسا داخل سيارة وابن خالتي نقل لي كل مادار لأنه كان من ضمن من تدخل لفض النزاع».
رامي الدريدي شاب تعود السهر في نفس المكان الذي أشار اليه جمال الغربي وحسب روايته قال «بالفعل لقد نشبت خصومة بين السيد المذكور وبعض العناصر الملتحية وعلى مايبدو انها خصومة عادية تبادل فيها الطرفان الشتائم اما عن السبب لا احد يعلم سبب نشوب الخلاف هناك من قال إن جمال الغربي استفزهم وهناك من قال إنهم تهكموا عليه» أما سفيان بن شاذلي نادل بمقهى بالميناء القديم تساءل «لقد فوجئت بالخبر حين رأيته على القنوات الفرنسية ومبعث استغرابي هو كيف تقع خصومة بذلك الحجم وبمشاركة 50 سلفيا يحملون العصي ولا يشعر بها احد؟ فهل تراها خصومة اشباح» محمد صاحب محل قال «استغرب ان يكون سبب الخصومة هو لباس زوجة السيد جمال أو لباس ابنته فكما ترون اللباس الخليع منتشر في كامل انحاء بنزرت خاصة في هذه الفترة ولم نسمع فتاة أو امراة قالت ان هناك من استفزها بسبب لباسها فلماذا جمال الغربي بالذات ؟» صحبي من جهة اخرى اكد لنا انه عاش الواقعة حيث اتصل بالمعتدى عليه واكد انه وجد زوجته في حالة مضطربة واكدت انها لن تعود لتونس.
من جهة اخرى اتصلنا بالسيد بشير بن شريفية من الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان فرع بنزرت فأكد ان مكتبهم اتصل بشكاية من المعني بالامر اكد فيها تعرضه للاعتداء بينما اكد الامن انه لم يتلق اية شكاية في الموضوع ولم تصلهم معلومات حوله في ليلتها.
وقررت جمعيات المجتمع المدني متابعة الموضوع والبحث فيه لانه حسب رايهم اضر بصورة بنزرت واكدت هذه الجمعيات انها سترفع قضية بالمتورط في تشويه بنزرت سواء كان هذا الطرف أو ذاك.
هذا وللإشارة فإن جمعية دار السلام كانت قد رفعت قضية باحدى القنوات التلفزية التونسية لتعمدها التهويل فيما نفى رئيس بلدية باريس ما تروجه بعض وسائل الاعلام الفرنسية عن تونس.
في النهاية تبقى بعض الاسئلة المطروحة «لماذا لم يتقدم جمال الغربي بشكاية لامن بنزرت ؟ لماذا خير اثارة المسالة في فرنسا و بتلك الصورة الاعلامية ؟ ثم من هم الذين اعتدوا عليه ولماذا هو بالذات في هذا الوقت؟.