بعد راحة مطولة كانت في العادة تخصص للفصل بين موسمين الا أن الجامعة والرابطة ورؤساء النوادي وكل المتداخلين في المشهد الكروي التونسي خيروا ورأوا وقدروا وقاربوا ولا ندري هل سددوا أم لا أن تكون هذه الراحة في نفس الموسم متعللين بشهر الصيام وعدم القدرة على اللعب ليلا ونسوا ما يمكن أن تسببه هذه الراحة المطولة من تقطع للنسق ومن تأثير سلبي على أداء اللاعبين والفرق ومن مصاعب للميزانيات بما أنهم مطالبون بدفع كل المستحقات للاعبين هم للأسف غير منتجين وأي انتاج قدموه والمستوى العام لبطولتنا في ضعف متنام.. تعود البطولة وقد سبقها حدثان سيزيدان من صب الزيت على نار المشاكل الكثيرة التي تنخر كرتنا أول هذه الأحداث هو ما وقع من احداث عنف وشغب في لقاء النجم والترجي قبل أسبوع ونأمل ان تكون كل الأطراف قد فهمت الدرس حتى لا تتكرر مثل هذه الأحداث رغم غياب الجمهور لأن البطولة التونسية عودتنا بعد الثورة ثورتها على المألوف والمتعارف عليه ومن يدري فقد يجد المتسللون منفذا الى الملاعب ليثيروا فيها ما يشاؤون من متاعب تزيد كرتنا مصاعب على ما تعانيه من مصاعب.. ثاني الأحداث هو إعادة مباراة الترجي والنجم الخلادي وما رآه القائمون على شؤون النادي البنزرتي في القرار من انحياز لنادي باب سويقة واعانته بكل الطرق على الفوز باللقب حسب زعم هيئة النادي البنزرتي طبعا والأكيد ان مسلسل الإثارات والاحترازات والاحتجاج على كل القرارات لن يتوقف ما دامت الثقة مفقودة بين كل المتعاملين في المشهد الكروي التونسي.
تعود اذن البطولة في جولتها العاشرة للإياب وفي برنامجها ثماني مباريات لنتائجها جميعا أكبر التداعيات على أعلى هرم الترتيب وعلى أسفله فالترجي يتحول الى باجة في مهمة عسيرة لأن «اللقالق» أمام خيار وحيد هو الفوز حتى لا يتسارع تحليقهم نحو الرابطة الثانية وهذا ما سيتابعه النادي البنزرتي باهتمام وهو يستقبل اتحاد المنستيري الذي ضمن مقعدا في وسط الترتيب بما يجعله يلعب اليوم بلا ضغوطات وهو ما يخلق لمضيفه «قرش الشمال» عديد الصعوبات خاصة وهو مطالب بعدم التعثر حتى لا يتضخم الفارق أكثر بينه وبين المتصدر.
في المنزه سيدور «كلاسيكو» بلا لون ولا رائحة ولا طعم لأن الفريقين ودعا سباق التنافس على اللقب منذ جولات ولا غاية لهما الا تحسين الترتيب لكن هذا اللقاء سيأخذ بعدا آخر في ظل التنافس الكبير بين الهيئتين في «الميركاتو» خاصة ان افريقي سليم الرياحي يطارد أبرز لاعبي لل«سي. آس. آس»... في المرسى سيطارد مستقبل المكان «الثالثة» أمام منافس جريح هو النجم الساحلي المطالب بعدم التعثر ومصالحة أحبائه بعد عثرته الافريقية. النجم الخلادي لا خيار أمامه عند استقباله لل«بقلاوة» الا الانتصار حتى لا تصاب أحلامه بالمرارة. أما مباريات حمام سوسة وحمام الانف والشبيبة والجليزة والقوافل وترجي الجنوب فإنها مفتوحة على كل الاحتمالات لأن أطرافها الستة محكومة بعدم الانهزام حتى لا يتفاقم ما تعانيه من آلام.