يبدو انه لن يكتب للنجم ان يعرف الاستقرار الذي عرفه على امتداد مواسم عديدة كانت فيه الجمعية تملك حصانة كلية على جميع الواجهات جعلتها في مأمن من كل الهزات. وحتى إن حصلت بعض الاشكاليات او المنغصات فإنها تمر في صمت وفي منأى عن «الفرقعات» الصحفية وبعيدا عن مبدإ «نشر الغسيل» والتراشق بالتهم غير ان كل ما كان محجرا وممنوعا وغير وارد أضحى متاحا ومباحا منذ ما لا يقل عن 5 مواسم عرف فيها النجم ما لم يعرفه على امتداد سنوات سابقة مما جعل من النجم فريقا «عاديا» سهل المنال وفي متناول من هبّ ودبّ.
كل ما حدث في النجم في السنوات الماضية وما حدث حاليا أنتج افرازات وتساؤلات عديدة لم يعد من المنطقي تجاهلها ليتجدد الحديث في كل موسم عن وضع النجم وهيكلته وطريقة تسييره ويطرح السؤال الأكثر محورية منذ 5 مواسم وهو.. هل يعيش النجم أزمة تسيير أم أزمة فنية في ظل تكرار الحديث عن أزمة داخلية؟ قف... ممنوع الحديث عن النجم؟!
على هامش هذا التحقيق اصطدمنا بحقيقة مرّة وهي ان البعض لا يروم لنفسه ان يكون الا في موقف الشاكر المهلل المعدد للمحاسن والانجازات، فحبّ النجم والانتماء اليه يقف لدى البعض عند حدود رمي الورود والشكر والثناء للأشخاص... والدليل على ذلك ان أكثر من طرف رفض الادلاء بأي تصريح يخص أزمة النجم في الوقت الراهن والحال انه من حق جمهور النجم ان يطلع على حقيقة ما يحدث في فريقه بعيدا عن الاطراءات والبروتوكولات.
نيران صديقة
مرة أخرى نؤكد ان الهزيمة ضد الترجي منذ أسبوع فتحت مجددا ملفات قديمة في ثوب جديد... الانتدابات... الاختيارات الفنية.. وسياسة التسيير داخل الفريق... الخلافات والتكتلات والدسائس... ملامح الأزمة التي أكدت كل المعطيات أنه نتاج «نيران صديقة» وليست عدوانا او مؤامرة خارجية فالنجم دخل منذ فترة في حرب «داخلية» ولدت مشاكل عديدة كانت كفيلة بتعرية عديد الحقائق والأمور... أزمة النجم في عيون أبنائه من المسؤولين واللاعبين السابقين كانت محور التحقيق التالي:
فريد شوشان
إن الحالة التي أدركها النجم في السنوات الأخيرة تنذر بالخطر ان لم يتصد لها الجميع ويعملوا بصدق على اصلاحها من جذورها، ولأن لها أسبابا عديدة ومختلفة فما على المسؤولين الا ان يسرّعوا في إعادة النظر في بعض النقاط المتصلة بنشاط الفريق... المطلوب تنقية الاجواء التي أصبحت متعفنة بشكل أصبح يهدد كيان الجمعية جراء نزوات أطراف خارجية تريد التحكم في دواليب النجم من وراء حجاب مثلما فعلت ذلك مع هيئة حامد كمون وفشلت فيه مع هيئة حافظ حميد الذي كشف ألاعيبها ومخططاتها قبل ان تعمل كل الجهات على ابعاده عن سدة التسيير بأساليب قذرة.
نفس السيناريو سيعاد مع رضا شرف الدين الذي يبدو أنه فهم «اللعبة» بعد الأحداث المؤسفة التي جدت في لقاء الترجي وهي أحداث شوهت صورة النجم وزادت في شق صفوفه من ذلك أنه لوح برمي المنديل لتخسر الجمعية مسيرا لا أعتقد أن المرحلة القادمة ستجود بمثله حيث سيحل الفراغ ليصبح النجم في ما بعد مثلما تتمنى ذلك حكومة الظل فريقا أكثر من عادي ما لم يقع فضح ألاعيب المناوئين.
لطفي الحسومي
معضلة النجم الحالية بقدر ما تلوح متشعبة ومتعددة الأسباب بقدر ماهي سهلة التدارك والبداية حسب رأيي تكون بلم شمل رموز الجمعية وتوحيد عملهم الى جانب رئيس إلى أن تتضح الرؤى النجم يملك العديد من الرجال وأصحاب الكفاءة والإمكانيات المالية والفكرية غير أنهم مع الأسف مشتتون منذ مواسم إلى درجة أننا لم نعد نراهم في جميع المناسبات الأمر الذي ساهم في توسيع الهوة وأنعكس سلبا على مصير الجمعية. المهم أن يهب الجميع لانقاذ ما يمكن إنقاذه لأن الأمور تجاوزت على ما يبدو النطاق الرياضي وأصبحت صراعا سياسيا ليس من مصلحة النجم أن يتورط فيه .
عبد الرزاق الشابي
الأزمة التي يمر بها النجم حاليا هي من صنع أبنائه بالدرجة الأولى وهم المتسببون في تثبيت أركانها نتيجة التشرذم والصراعات المكشوفة. لم يسبق أن تفشت الفوضى في النجم مثلما نشاهد اليوم...وكم يؤلمني أن ينشر غسيل الجمعية على الملإ لذلك أطالب بالحوار بين رجال النجم ومسيريه السابقين والحاليين من أجل وضع حد لهذه المهازل لأن الجميع بمن فيهم اللاعبيون القدامى مورطون في الحالة المزرية التي يمر بها النجم كما أتمنى وضع حد لنشاط مجموعات الأحباء التي اتضح أنها تعمل وفق أجندة أطراف دون أخرى على حساب مصلحة الفريق لتشملها هي ظاهرة الصراعات ليدفع النجم في نهاية الأمر فاتورة تجاوزاتها وتهورها..عامل آخر أضر بالجمعية يتمثل أساسا في التمعش من الجمعية ومن لم يتمتع بمثل هذه الامتيازات يصبح معارضا للهيئة ومخربا لعملها. شخصيا أرى أن المسؤولية مشتركة ودور الهيئة يتمثل الآن في كيفية الخروح من الوضع وهذا يتطلب وضع اليد في اليد من أجل مصلحة الفريق، إننا كلاعبين قدامى وأحباء لا نسمح لأي كان بأن يعبث باسم النجم ولا نسمح لأي كان بأن يتلاعب بعواطف الجماهير الوفية، فالنجم ليس ملكا للأشخاص بل هو ملك للجميع.
كمال العزابي
حال النجم الساحلي صار مادة خصبة للمزايدات والتعليقات وتداول العديد على «تشريح» جسده ووسط كل هذا لم يقدم اي كان من يدعون الوفاء والانتماء لفريق جوهرة الساحلي اي حل، بل أمعنوا في الاجهاز على ما تبقى من مواطن قوته. إن ما حدث ويحدث عار على جميع أبناء النجم سواء كانوا مسيرين أو لاعبين قدامى ان تعاملهم مع الوضع بهذه السلبية انما يحملهم مسؤولية تاريخية . الوضعية صعبة جدا وأدعو هيئة الحكماء وعلى رأسها السيد امحمد ادريس للتدخل والعمل على ايقاف تيار الارتجالية والغموض وبالتالي ايقاف الأسباب التي أدت الى الوضعية الحالية.
شكري لعميري
خلافا لما يعتقد البعض او يريد ان يوهم بذلك فإن أزمة النجم ليست سياسية بقدر ما هي أزمة نتائج واختيارات كانت في مجملها خاطئة. مشكلة النجم أعمق من تلخيصها في هزيمة ضد الترجي او غيرها من التعلات الواهية... النجم اليوم في حاجة ماسة للمحافظة على رئيس الجمعية الحالي السيد رضا شرف الدين الذي تتوفر ليه كل متطلبات الرئيس القادر على الوصول بالجمعية الى بر الأمان والوقوف الى جانبها أدبيا وماديا حتى يتراجع عن التلويح بالانسحاب لأن بخروجه سيخسر النجم أحد الرحالات الذين خلت منهم الساحة في الوقت الحاضر... كما ان النجم اليوم في حاجة ماسة لالتفاف جميع أبنائه ومن الضروري أن تزول الخلافات وتكون مصلحة الجمعية هي العليا فلجنة الحكماء عليها ان تتدخل لإيقاف النزيف ووضع الجميع أمام مسؤولياتهم إذ بإمكان فريقنا ان يعود الى حجمه الحقيقي اذا وضع الجميع حدا لاستفحال الداء والجميع يعرف الأسباب ولابد من الجرأة في مثل هذه المواقف.