بلغت حوادث الطرقات بولاية مدنين في السنة الفارطة 348 حادثا اسفر عن 122 قتيلا و529 جريحا، واحتلت نسبة 8% من المجموع العام لقتلى حوادث المرور بتونس هذه الحوادث القاتلة التي سببت فواجع في عديد العائلات لا بد من درء أسبابها لتجنّب تفاقمها. وتعود أسباب هذه الحصيلة المفزعة من الحوادث إلى كثافة حركة المرور من الشمال في اتجاه القطر الليبي الشقيق وما تشهده الطرقات من تجاوزات لعل من ابرزها السرعة المفرطة والمجاوزة الممنوعة وعدم استعمال حزام الامان وامام هذه النسبة المرتفعة والمخيفة من الحوادث وللتصدي لهذه الظاهرة بادر المكتب الجهوي للجمعية التونسية للوقاية من حوادث الطرقات بمدنين ومنذ نهاية شهر جوان الماضي بتنظيم سلسلة من الحملات التحسيسية بمختلف الطرقات التي تشهد حركة مرور وكثافة في الجولان كما تم تنظيم يوم تكويني لفائدة سواق النقل العمومي للاشخاص تحت شعار «السلامة المرورية قضية وطنية» للوقوف على اهم الاسباب المؤدية للحوادث وتحليل اسبابها وتم تاطيرها من طرف مختصين في السلامة المرورية واطباء اختصاص لابراز خسائر الحوادث والاصابات الناجمة عنها. وتواصلت انشطة المكتب الجهوي خلال شهر رمضان الكريم بتنظيم سلسلة من الحملات وخاصة في الليل بعديد النقاط وامام الفضاءات التجارية. وحسب المعطيات التي امدنا بها السيد نورالدين الحجاجي الكاتب العام الجهوي للجمعية بمدنين ان الحملات التوعوية هي النشاط الميداني الذي يهدف الي تذكير مستعملي الطريق بالاخطار التي تشكلها بعض السلوكيات المخالفة لقواعد السلامة المرورية والتي غالبا ما تؤدي الي وقوع حوادث مرورية مأساوية وتهدف الحملات التحسيسية ايضا إلى التنبيه والارشاد واعتماد السلوك السليم اثناء السياقة حفاظا على سلامة كل مستعملي الطريق وكل الحملات تتضمن موضوعا يقع اختياره بالرجوع الي تحليل احصاءات ونتائج الدراسات المتعلقة بحوادث الطرقات بالولاية مثل الافراط في السرعة اواستعمال الهاتف الجوال اثناء السياقة
ويتم خلال الحملات توزيع مطويات على السواق وتعليق لافتات تحتوي على رسالة توعوية سهلة الفهم واسلوبها مناسب لمستوى الفئة المستهدفة على ان يتم تنظيم الحملات التحسيسية بصفة منتظمة وباستمرار وان لا تكون حملات مؤقته.
مخفضات سرعة في كل الطرقات
خلفت حوادث المرور التي كانت الدراجة النارية ذات عجلتين واربع عجلات طرفا فيها 32 قتيلا اما الحوادث التي شارك فيها المترجل فقد اسفرت عن 26 قتيلا. وتعود اهم الاسباب إلى السرعة والانشغال اثناء السياقة واستعمال الهاتف الجوال وسلك طرقات غير معدة للدراجات خاصة ذات اربع عجلات.
وشهدت حوادث الطرقات بجرجيس خلال السنوات الثلاث الاخيرة ارتفاعا مذهلا اذ تم تسجيل 32 حادث خلف 36 جريح و24 قتيل ( 13 قتيلا خلال هذه الصائفة ) واخرها الذي جد على مستوى منطقة الابيقلة بجرجيس وأدى إلى وفاة خمسة شبان اصيلي ولاية قابس في سيارة خاصة اثر انزلاقها واصطدامها بشاحنة.
الجمعيات على الخط
وقد نظمت جمعية «سند» بالتعاون مع شرطة المرور بجرجيس حملة تحسيسية تحت عنوان معا نحوثقافة مرورية واعية الهدف منها ابراز مخاطر الطريق، ولئن وجدت تفاعلا مع اهالي الجهة ومستعملي طرقاتها الا انها لم تكن كافية للحد من التجاوزات وتلافي بشاعة ما تخلفه حوادث المرور من مآس وحسب تصريحات السيد محمد شرف الدين رئيس مركز حرس المرور فان الحوادث وفواجع الطريق مازالت متواصلة بالرغم من تكثيف الحملات والدوريات اليومية المتنقلة على امتداد اليوم في مداخل المدينة وفي النقاط التي تشهد منعرجات خطيرة والاستعانة بالرادار وتوعية مستعملي الطرقات والمرور اثرها إلى الجانب الزجري وبالرغم من نقص في الاعوان وتوفر وسيلة نقل وحيدة الا ان المجهودات تبذل بمركز حرس المرور للحد من حوادث الطرقات، ويطالب الاهالي من الحكومة ضرورة مراجعة سن اسناد رخصة السياقة وبضرورة اعتماد قانون الطرقات كمادة اساسية تدرس بالمدارس الابتدائية.