مدنين الصباح: بعد العدد المرتفع من حوادث الطرقات التي شهدتها ولاية مدنين خلال هذه الصائفة والتي خلفت عددا كبيرا من الضحايا والجرحى والخسائر المادية الجسيمة تكثفت جهود الدوائر المسؤولة ومختلف مكونات المجتمع المدني والعائلة الامنية الموسعة بولاية مدنين بهدف الحد من فواجع الطريق سواء بالتحسيس والتوعية وتطبيق القانون على كل المخالفين بهذه المنطقة التي تعد نقطة عبور دولية نحو الشرق والغرب وتتميز بحركية مرورية كبيرة على امتداد كامل فترات النهار والليل اضافة الى استقبالها للتونسيين بالخارج اصيلي الولاية وتوافد آلاف السياح والمصطافين الى جانب المناسبات العائلية والحركة التجارية. وكما نعلم فان الطريق الوطنية رقم 1 وعدد من الطرقات الجهوية عاشت على وقع حوادث عديدة نتيجة مجموعة من الاسباب ترجع بالاساس الى اخطاء بشرية منها السهو وعدم الانتباه والسياقة في حالة ارهاق والمجاوزة الممنوعة والافراط في السرعة بصفة جنونية والحالات غير العادية لبعض مستعملي الطريق. وانطلاقا من هذه الصور والمشاهد التي تتميز بالبشاعة والفظاعة واصل المكتب الجهوي للجمعية الوطنية للسلامة المرورية بمدنين تنظيم انشطته التحسيسية والتوعوية وبدعم كبير من السيد نجيب برك الله والي مدنين حيث احتضنت قاعة يوم امس السبت 9 أوت 2008 يوما تحسيسيا تحت شعار «سلامة في السياقة واقتصاد في الطاقة» بالتعاون مع الشركة الجهوية للنقل بمدنين وفرقتي حرس وشرطة المرور بهذه الولاية والغرف الجهوية لسيارات التاكسي والاجرة والنقل الريفي. ماذا عن المداخلات والنقاش؟ * تضمن برنامج هذه المبادرة الجديرة بالتنويه والاشادة تقديم عديد المداخلات تمحورت حول احصائيات حوادث المرور بولاية مدنين اسبابها والحلول والاسعافات الاولية عند وقوع حادث والحالة النفسية والبدنية التي يجب ان يكون عليها السائق والمصفاة المقتصدة في الطاقة تعريفها اهدافها ونتائجها قدمها خبير فرنسي ومهندس مختص والتعريف بمشمولات واهداف ومجالات تدخل المكتب الجهوي للجمعية الوطنية للسلامة المرورية بمدنين. وتركز النقاش على الأسباب الكامنة والرئيسية حول هذا السيل الكبير من حوادث الطرقات بولاية مدنين خلال هذه الصائفة والدعوة الى تكثيف الحملات الميدانية والتحسيسية والامنية بمختلف «النقاط السوداء» التي تشكل خطرا على كل مستعملي الطريق وتدعيم العلامات المرورية في مختلف الطرقات سواء داخل او خارج مناطق العمران رغم المجهودات المبذولة في هذا المجال من طرف الادارة الجهوية للتجهيز والاسكان والتهيئة الترابية بمدنين (تم وضع 80 علامة مرورية جديدة قبل انطلاق برنامج العطلة الآمنة لسنة 2008). اجماع اجمع المشاركون في هذه الندوة الهامة على ان المسؤولية تبقى مشتركة بين الهياكل الامنية والادارية ومستعملي الطرقات بمختلف اصنافهم ومكونات المجتمع المدني والمواطن التونسي والاجنبي حتى يقوم كل طرف بدوره في مواصلة تطبيق واحترام القانون وتوخي سلوك مروري رشيد يحد من حوادث الطرقات بهذه الولاية ويقلل من الفواجع والضحايا.