مجموعة من الرسائل منها الواضح ومنها القابل للتأويل ارسل بها وزير حقوق الانسان والعدالة الانتقالية الاستاذ سمير ديلو من مدينة منزل جميل خلال كلمة ألقاها وسط جمع من اهالي الجهة و مواطنينا بالخارج. السيد ديلو كشف ان الفترة القادمة ستشهد سقوط رؤوس عديد المفسدين وان الحكومة ستظهر وجه الشدة والحزم مع كل من يتحدى القانون ملتح كان او غير ملتح. بصوت متشنج وملامح صارمة ألقى الوزير كلمته و التي كانت تتمة أو تفصيلا لما قاله قبل أيام في اجتماع عام بغار الملح . في البداية اكد أن حملة «اكبس» التي كانت بمبادرة من شباب الثورة وشباب حركة النهضة جاءت بعدما ترسخ في اذهان العامة ان الحكومة بالغت في التسامح و الطيبة و الحال ان الامر غير ذلك على حد تعبيره حيث اوضح قائلا «لقد فر رأس النظام يوم 14 جانفي لكن طائرته لم تكن تتسع لكل من أفسدوا وانتهكوا وعذبوا و سرقوا هؤلاء هم من يحاولون عابثين اليوم ارباك المسار ولن يقدروا».
في نفس السياق اضاف «لعل تفهمنا لبعض التحركات المشروعة رأى فيه البعض طيبة معها ضعف وصدق معه تردد و هذا من حرض البعض الذين كانوا خلال الثورة مختبئين تحت الاسرة في بيوتهم يطلون اولا من النوافذ ثم يخرجون امام المنازل و الان يسعون للتخفي مرة خلف مطالب نقابية ومرة خلف مطالب اجتماعية واخرى خلف حرية التعبير والاعلام».
سنحقق مطالب الثورة وسنقتلع المفسدين
عن سبب عدم وضوح الصورة فيما يتعلق بتحقيق مطالب الثورة قال الوزير بصوت الواثق «سنحقق مطالب الثورة لكن كل ما نريده منكم هو صبر غير مشروط ومساندة مشروطة ان أخطأنا قيمونا وان تمادينا أقيلونا نريد منكم تفهما ودعما لان محاربة الفساد ليست شعارا يرفع بل ممارسة يومية ونحن حيثما ادخلنا أيدينا وجدنا الافاعي واينما تحركنا وجدنا العراقيل ومع ذلك سنواصل المحاكمات و سنحارب الفساد والمفسدين و سنقتلعهم أحب من أحب وكره من كره ولن نخشى في ذلك لومة لائم». وأضاف قائلا «سترون خلال الفترة القليلة القادمة كل يوم رؤوسا تتساقط من المفسدين ستكتشفون بعد ايام او بعد اسابيع قليلة اننا لسنا ضعفاء ولسنا مترددين وسترون شدتنا وحزمنا لن نظلم احدا منذ الان لن يشعر مفسد ولا سارق ولا متورط في فساد ولا عدو للثورة بالأمان حيث ما كان واذا كان هناك من يتخفى خلف اشخاص يعتقد انهم اقوياء سيكتشفون ان ايدي العدالة اول ما تطال هم الاشخاص الذين يتخفون خلفهم».
تعيينات مشروطة
في موقفه من الانتقادات الموجهة للحكومة حول التعيينات الاخيرة في مختلف المسؤوليات قال الوزير «سنعين من نشاء لا بخلفية حزبية كما يحاول البعض ترويجه لكن بخلفية الولاء للثورة رضي من رضي وغضب من غضب.. لن نحاكم من ينتقدنا ولن نحاكم من يسخر منا ويشتمنا لأننا نترفع عن ذلك ولا تصدقوا من يقول اننا اوقفنا هذا البرنامج او ذاك بسبب دمية لأنه لا يضر السحاب نبح الكلاب».
وفي رده على سؤال «الشروق» حول مدى تورط الحكومة في ما راج حول وقوفها خلف ايقاف برنامج اللوجيك السياسي قال «كل ما روج حول الموضوع محض افتراء وهذا ما يدركه جماعة البرنامج قبل غيرهم ومعز بن غربية نفسه اتصل بالسيد لطفي زيتون كما اتصل بي حاليا لا اريد ان أبدي رأيي بموضوع هو بيد القضاء لكننا سنحرص ان يحاكم المعني بالأمر محاكمة عادلة لأنه مورس علينا الظلم ولا نريد ان يظلم احد في فترتنا. وفي تلميح لتصريحات لطفي العبدلي قال دون ذكر اسمه «هذا الشخص يريد ان يقدم نفسه شهيدا والحال اننا لن نلتفت اليه اصلا ولا يعنينا كلامه ولن نجعل من احد شهيدا على ايدينا ومن اراد فلينتظر حكومة اخرى تفتح السجون من جديد وتمارس القمع مع شعبها نحن اخترنا طريقا غير التي يريدون».
دعوة لضبط النفس ورسالة الى التيار السلفي
من جهة اخرى وجه كلامه لانصار الحكومة وانصار النهضة داعيا اياهم لضرورة ضبط النفس وعدم الانسياق وراء الاستفزازات قائلا «ادعو كل انصار الحكومة ان يلتزموا اخلاق الاسلام ولا ينساقوا خلف الاستفزازات التي هي سلاح الضعفاء لأننا مستقبلا كل مخالف للقانون ملتحيا او غير ملتحيا كان اسلاميا او علمانيا لن نتردد في محاسبته ان خالف القانون. وفي نفس الاطار
وجه رسالة لما يعرف بالتيار السلفي وتعليقا على ما حصل في بنزرت مؤخرا قائلا «من يعتقدون انهم استجمعوا من القوة ما يمكنهم من فرض القانون بطريقتهم هم واهمون اسلاميا كان او علمانيا سنعادي كل من يستعمل العنف مهما كان اسمه ومهما كانت خلفيته ومن يريدون ان يفسروا الدين بطريقتهم ويريدون السيطرة على المساجد لن ندعهم يمرون لن نحاسب بالجملة ولن نصمت على الاعتداءات على الفنانين والمبدعين وما حصل مؤخرا في بنزرت مرفوض». كما اضاف قائلا «نحن لسنا ضد النقد ولسنا ضد الابداع ولسنا ضد حرية التعبير سقف الحرية مرتفع وسقف الفعل محدود بالقانون وصفة المبدع وصفة الصحافي لا تجعل صاحبها فوق القانون».