أن يتضامن مواطنون لتنظيف أحيائهم فذلك مظهر قد يمرّ عليه الملاحظون مرور الكرام ويدخل في تصنيف المظاهر العادية في أقصى الحالات أما أن ينزل أعوان الأمن إلى الشارع لالتقاط الفضلات التي يلقيها المواطن فذلك يعتبر سابقة. البادرة تمثلت في حملة نظافة نظمتها يوم الأحد المدرسة الوطنية للمفتشين بسوسة بالتعاون مع بلدية سوق الأحد «شارك فيها مائتان وخمسون متدربا (حفّاظ أمن) بهذه المدرسة صحبة مكونيهم وشملت هذه الحملة منطقة سوق الأحد وحي الرياض وحي التعمير ومنطقة حي الزهراء على أن تتواصل بصفة منتظمة وغير ظرفية حسب تأكيد المقدم السيد عامر عطية رئيس الإدارة الفرعية للمصالح المشتركة بهذه المدرسة، فيما أطّر النقيب السيد نادر الفرجاني أبعاد هذه الحملة قائلا: «هذه الحملة تندرج ضمن تنمية الحس المدني لدى تلاميذ حفاظ الأمن وتعزيز الشعور بروح المواطنة وأردنا أن يكون هذا العمل إراديا بدون أي إكراه أو ضغوطات وأردناها تجسيما وتفعيلا للسلوك الحضاري تمت بصلة للواقع الذي تعيشه البلاد وهي الصورة التي نسعى إلى تكريسها بين رجل الأمن في المستقبل والمواطن وحسب ما لاحظناه فإن المواطن قد تفاعل إيجابيا مع هذه المبادرة والتي نتمنى أن تكون بالفعل إثارة لشعور المواطن الذي عندما يلاحظ أن عون الدولة بادر في المشاركة بتنظيف البلاد فإنه سيقتدى بهذا السلوك وسينخرط دون تردد في مختلف الأعمال التطوعية التي ترجع على البلاد بالنفع، وقد لاحظنا هذا التفاعل من خلال تقديم المواطنين لوجبات غذائية للأعوان والثناء عليهم خلال هذه الحملة ونتمنى المرة القادمة أن ينزلوا معنا إلى الميدان ويساهموا في تنظيف مختلف الأحياء والمناطق حتى تكون الحملة أشمل وأكبر»، ووصف السيد خميس البرقاوي مدير مساعد مدرسة المفتشين بسوسة هذه الحملة باليوم التحسيسي لتقريب الصلة بين المواطن العادي وعون الأمن ولتكريس الحس المدني لدى عون الأمن منذ دراسته. رصدت «الشروق» انطباعات بعض المشاركين في هذه الحملة من تلاميذ هذه المدرسة حيث صرح أيمن شعبان أنه تقبل هذه المبادرة صحبة زملائه بكل روح وطنية حبا للبلاد مضيفا «إذا لم يحم بلادنا سلك الأمن من سيحميها والمواطن عندما يلاحظ مثل هذه المبادرات فآليا سيشعر بالمسؤولية وستتوطّد أيضا علاقته برجل الأمن» واعتبرت أمينة محمد أن مثل هذه المبادرات تعتبر طبيعية بحكم أن من واجبات عون الأمن خدمة الوطن والمواطن بدون شروط ومن أجلها أن ترسخ السلوك الحضاري في طباع تلاميذ القطاع الأمني والمواطن العادي أيضا ».
التقت «الشروق» أيضا بعض المواطنين لرصد انطباعاتهم حول هذه المبادرة فعبر السيد مهدي الصكلي عن اعجابه بما لاحظه قائلا :» لقد تفاجأت فأوقفت السيارة للتأكد ونزلت لتحيتهم تقديرا واحتراما لما عبروا عنه من حسّ وطني وهذه المبادرة أعتبرها نادرة جدا وقد لا نجدها حتى في أكثر الدول تقدما وديمقراطية وأتمنى لو ينسج على منوالهم مختلف العاملين في القطاعات الأخرى دون استثناء»، وأضاف السيد بشير يوسف «شيء يعمل الكيف لم أصدّق في الأول أنهم أعوان أمن إلا عندما اقتربت منهم فسعدت كثيرا بمبادرتهم وأتمنى من كل الناس أن يكونوا يدا واحدة من أجل خير هذه البلاد ومن يحب البلاد أكيد سيفرح ومن يشعر بعكس ذلك فهو مريض».