اهتزت مدينة الحنشة ظهر أمس على وقع مصرع شخص في الخامسة والستين من عمره إثر شجار حاد مع إبنه، الجثة تم نقلها على جناح السرعة إلى المستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة للتشريح والكشف عن الأسباب الحقيقية للوفاة وفي انتظار ما سيتضمنه تقرير الطبيب الشرعي تبقى الروايات التي يرددها الأهالي من قبيل الشائعات. وكان شجار حاد قد اندلع ظهر أمس بين شيخ متقاعد وابنه داخل محل سكناهما بوسط مدينة الحنشة، وتكمن الأسباب الحقيقية للمشكل حسب روايات الأهالي في إصرار الأب على تقديم نصائح لابنه ودعوته له بضرورة التفكير في مستقبله المهني والبحث عن السبل الكفيلة لضمان استقراره العائلي، غير أن لغة الحوار قد طغى عليها الانفعال وتطورت الأمور ليفقد الأب وعيه ويصاب بأزمة قلبية أدت إلى وفاته حسب ما رواه شهود عيان من أبناء هذه العائلة الحاضرين، وعندما هب الجيران من كل صوب قصد فض الخصومة واستجلاء الحقيقة صدموا برب العائلة وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة، وسرعان ما حلت قوات من الوحدات الأمنية على عين المكان وقامت بنقل الجثة إلى المستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة بصفاقس للتشريح وتحديد أسباب الوفاة.
وما يعرف عن المرحوم خالد السلامي أنه رجل متقاعد شغل خطة مدير الوحدة الصحية بالحنشة وعرف بنشاطه الجمعياتي والسياسي بالجهة حيث تولى رئاسة البلدية خلال عدة دورات نيابية و رئيس فرع الهلال الأحمر التونسي وهوالشقيق الأصغر للمناضل الحسين الحاج خالد أحد المقاومين للاستعمار الفرنسي. ونظرا لما عرفت به هذه العائلة من سمعة طبية وحظوة بين أهالي معتمدية الحنشة فقد كثرت الروايات وتعددت الشائعات حول أسباب وفاة هذا الرجل ومنها التي حملت الإبن مقتل والده وهي رواية لا أساس لها من الصحة باعتبار أن تحديد أسباب الوفاة من مهمة تقرير الطبيب الشرعي الذي مازال لم يصدر بعد تقريره التوضيحي وهو الجهة الوحيدة التي لها الكلمة الفيصل في مثل هذه الوضعيات، وفي انتظار ما ستكشف عنه المصادر الرسمية من حقائق تولت الجهات الأمنية بصفاقس مهمة الكشف عن كافة الحيثيات والملابسات لهذه الحادثة وما رافقها من غموض.