قالت اسرائيل أمس انها ترفض «التعزيزات العسكرية» التي أرسلتها الحكومة المصرية الى سيناء في الأسابيع الأخيرة مطالبة مصر بسحب دباباتها فورا من شبه الجزيرة باعتبار أن بقاءها يتعارض مع معاهدة كامب ديفيد. أعرب وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك أمس عن أمله في ان يسحب الجيش المصري تعزيزاته التي انتشرت في سيناء لملاحقة الجماعات الإسلامية هناك عند انتهاء العملية.
وقال باراك للاذاعة العسكرية «ان كان يتوجب على المصريين إدخال قوات إلى سيناء فعليهم إدخالها وسحبها عند انتهاء هذه العملية واعتقد بأنهم سيقومون بذلك لكننا سنرى».
وأضاف باراك «علينا السماح للمصريين بالقيام بهذه العملية التي تجري حاليا، مضيفاً لدينا بالتأكيد تحفظات بسبب ثغرات في ترتيبات عسكرية مثل نشر القوات والتنسيق» بين الجانبين.
وكان باراك يشير إلى اتفاقية السلام الموقعة بين مصر وإسرائيل عام 1979 التي تنص على نزع السلاح من سيناء ووجوب التنسيق المسبق مع إسرائيل قبل نشر اي تعزيزات مصرية في شبه الجزيرة.
وذكر مسؤولون إسرائيليون ان مصر لم تحترم هذا النص في الاتفاقية عند نشرها دبابات في سيناء عقب هجوم شنته مجموعة مسلحة ادى الى مقتل فيه 16 من حرس الحدود المصريين في 5 أوت الماضي في الهجوم الأخطر من نوعه على القوات المصرية في سيناء منذ توقيع اتفاقية السلام. ورأى باراك انه «بالامكان التوصل الى ترتيبات لمحاربة الارهاب وسنقوم بذلك، يتضمن الاتفاق ( يقصد اتفاق كامب ديفيد») وترتيباته العسكرية فصولا متعلقة بالأوضاع التي تظهر فيها احتياجات امنية واضحة وآمل ان نجد اجراء بيننا وبين المصريين للقيام بذلك». و أضاف«يجب التصرف بمسؤولية، وفي حال حدوث خرق (للاتفاقية) يجب العمل على تصحيح الوضع من خلال الاتصال المباشر مع المسؤولين المصريين». وذكرت صحيفة معاريف ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ارسل مؤخرا رسالة عبر البيت الابيض الى مصر يطالب فيها القاهرة بسحب الدبابات المنتشرة في سيناء فورا.
وأشارت الصحيفة الى ان المسؤولين الاسرائيليين متخوفون من قيام مصر باستغلال الوضع وابقاء دباباتها وتعزيزاتها في سيناء الى وقت غير محدد. وكان المجلس الأمني المصغر الإسرائيلي اعطى في 9 أوت الماضي الضوء الاخضر لمصر بنشر طائرات هيليكوبتر قتالية في سيناء. وكان الجيش المصري قال أمس الأول إنه سحب عددا من دباباته التي كان قد نشرها بالقرب من الحدود مع قطاع غزة في إطار حملته العسكرية ضد مسلحين في شبه جزيرة سيناء.
وذكر شهود عيان أنهم رأوا أربع دبابات على الأقل وهي تتجه غربا بعيدا عن مسرح العمليات، لكن الجنود والسيارات ما تزال تنتشر شرقا بالقرب من الحدود مع غزة وإسرائيل.
وشوهدت أول أمس نحو عشر دبابات كانت ترابط بالقرب من المعبر الحدودي مع قطاع غزة وهي تشق طريقها الى خارج شمال سيناء. وأبلغ مسؤولون عسكريون أن تلك الدبابات تعود أدراجها إلى قاعدتها بمدينة الإسماعيلية على الجانب الآخر من قناة السويس وشبه جزيرة سيناء.