تحت شعار «نحو خلق آليات جديدة للتعلم» انتظم مؤخرا بدار الشرع بسوسة يوم دراسي حول «المتاحف والمؤسسات التعليمية» بمشاركة نخبة من الأساتذة والمختصين. تضمن هذا اللقاء الذي كان من تنظيم جمعية خريجي جامعة سوسة، كلية العلوم الاقتصادية والتصرف وجمعية البحوث والدراسات في ذاكرة سوسة على تسع مداخلات بوّبت إلى ثلاثة محاور وهي: التصاميم التربوية للمتاحف: التواصل بين الفضاء والبعد التعليمي وتوظيف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في مجال التراث والمتاحف فيما خصص المحور الثالث لتدريس التاريخ. وأثار المتدخلون في المحور الأول اشكاليات تتعلق بمعادلة التصميم الفني للمتاحف والأبعاد التعليمية والتربوية ومسألة العلاقة بين دليل المتحف ورجل التعليم وفيما ركز الأستاذان زنايدي قمرة وغازي شقرون على البعد التاريخي فإن الأستاذة إيمان الجربوعي (منسقة اللقاء) أكدت في مداخلتها على ضرورة تأسيس علاقة تعاون ناجعة بين دليل المتحف ورجل التعليم ومنها ترسيخ علاقة منهجية بين المؤسسة المتحفية والمؤسسة التعليمية من أجل حسن استثمارها في الحقل التربوي وأشار الأستاذ عمر بوزقندة في مداخلته إلى أهمية الاستثمار الثقافي والاقتصادي في المتاحف مستدلا ببعض الأمثلة من مختلف الولايات التونسية معرجا على مميزات الفضاءات المتحفية الخاصة والتي تتجاوز الفضاءات العمومية من حيث الاهتمام بالزائر والحرص على توفير وتبليغ المعلومة لديه كذلك في مجال الاهتمام الدقيق بهذه الفضاءات وبمكوناتها. وفي مداخلة طريفة ركزت الأستاذة وفاء بوخريص على المتاحف الافتراضية التي تعطي فرصة للمتطلع للزيارة عن بعد من خلال الشبكة العنكبوتية معرجة على أهمية التقنيات المستعملة في العرض منها ثلاثية الأبعاد وصولا إلى جعل هذه المتاحف الافتراضية في متناول أي زائر دون الاقتصار على برمجية معينة وذلك بعرضها على صفحات «الفايس بوك» مما يخلق مجالا أوسع وأشمل للانتفاع بهذه المتاحف واستدلت الأستاذة وفاء في مداخلتها بمتحفي الجيزة بمصر واللوفر بفرنسا. المتاحف التونسية والمواقع الإلكترونية إلى أين؟ وأثارت الأستاذة سندس حكيمة مسألة المواقع الإلكترونية للمتاحف التونسية والتي مازالت تشكو تخلفا حسب تأكيدها بالمقارنة مع المواقع العالمية فموقع متحف باردو مثلا ورغم التغييرات المحدثة عليه فإنه بقي مجرد وثيقة إخبارية انعدمت فيها الشروط الدنيا للموقع الإلكتروني من حيث المضمون وحتى الشكل الفني ودعت الأستاذة سندس إلى ضرورة العناية بهذا الجانب تأقلما مع الثورة المعلوماتية الحاصلة وحسن توظيفها خدمة للحق التربوي والثقافي عموما.