تونس 26 نوفمبر2010 (وات) - في إطار العناية بالمتاحف باعتبارها شاهدة علي التاريخ والتراث الحضاري لبلادنا، إضافة إلى كونها تعد منتوجا أساسيا يعول عليه لدعم السياحة الثقافية انطلقت منذ فترة عملية إعادة تهيئة للعديد من المتاحف الوطنية، على غرار المتحف الوطني بباردو، ومتحف جربة للتراث التقليدي، ومتحف سوسة إلى جانب تدخلات في المدن العتيقة بسوسةوالقيروان حيث شهدت مدينة القيروان بعث مركز إعلام حول تاريخ ومعالم هذه المدينة تتوفر به وسائل اتصال حديثة تساهم في التعريف بالكنوز الأثرية والتراثية لعاصمة الاغالبة. وتتواصل أشغال توسعة وإعادة تهيئة المتحف الوطني بباردو، والتي ينتظر أن تنتهي في موفي جوان 2011، وستسفر عن مضاعفة المساحة الحالية التي تقدر ب 10 الاف متر مربع لتصبح 20 الف متر مربع مع المحافظة على مميزات المتحف القديم التي عرف بها عالميا وهذا ما سيمكن من الرفع من طاقة استقبال الزائرين التي ستبلغ مليون زائر سنويا مقابل 700 الف حاليا فضلا عن توفير كافة التجهيزات الخدماتية وفضاءات جديدة تمسح 8000 متر مربع ستخصص للابعاد البيداغوجية والاستقبال والتسوق ليتحول بفضلها متحف باردو الى فضاء ثقافي ترفيهي متكامل. من ناحية أخرى ينتظر أن تصل المساحة الجملية للمتحف الأثري بسوسة، بعد نهاية الأشغال الجارية الى 12 الف متر مربع منها 1650 م2 تحت الأرض وتحتوي على قاعة عرض للفسيفساء وهي التي تميز هذا المتحف وكانت المساحة القديمة للمتحف في حدود 4723 م2 . وستمكن اعادة تهيئة هذه المتاحف من تحسين ظروف استقبال الزوار وإحداث مسالك للزيارة وأنظمة إرشاد وتوجيه علاوة على تطوير تقنيات عرض المجموعات المتحفية. ويندرج هذا المجهود ضمن خطة وضعتها وزارة الثقافة والمحافظة على التراث و تحرص من خلالها على ايلاء المتاحف عناية فائقة من حيث صيانتها وحماية مكوناتها التراثية والتاريخية لما تكتسيه من بعد تربوي وعلمي وثقافي وسياحي. وتتوزع شبكة المتاحف على مختلف جهات الجمهورية كما تتنوع اختصاصاتها من ذلك متاحف الحركة الوطنية على غرار متحف /دار عياد بقصر هلال/ و/متحف الذاكرة المشتركة التونسية الجزائرية بغار الدماء/ الى جانب المتاحف العسكرية التي تسلط الضوء على تاريخ تونس العسكري الحافل بالامجاد مثل /المتحف العسكري الوطني بقصر الوردة/ بمنوبة و/متحف الذاكرة الوطنية/ بالسيجومي. وتبرز العناية بالمتاحف من خلال حرص وزارة الثقافة والمحافظة على التراث على اقامة العديد من التظاهرات المرتبطة بهذا القطاع من بينها شهر التراث الذي يقام سنويا من 18 افريل الموافق لليوم العالمي للمعالم التاريخية والمواقع الاثرية الى 18 ماي الذي يتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للمتاحف. وفي اطار مزيد تفعيل السياحة الثقافية تم احداث مقر جديد لمتحف التراث التقليدي بجربة يقع على مساحة 1600 م2 ، وتحويل زاوية سيدي الزيتوني (المتحف القديم) الى مركز لتوجيه الزوار نحو معالم الجزيرة. كما سيتم إنجاز متحف مختص في التراث التقليدي بقرية كسرى الجبلية اقدم قرية بربرية بولاية سليانة. وتشتمل محتويات هذا المتحف على نماذج من الانشطة الاقتصادية التقليدية وعلى جناح خاص بالعرس التقليدي للجهة. ويؤكد انجاز هذا المتحف الحرص على توظيف التراث في الحياة الاجتماعية وفي الدورة الاقتصادية. وللتعريف بتونس كوجهة للسياحة الثقافية وقع إنجاز منظومة اتصالية وتسويقية من خلال احداث مواقع خاصة على شبكة الانترنات واصدار نشريات ومطويات تسلط الضوء على ما يتوفر من مواقع ومتاحف اثرية تبرز الخصوصيات الثقافية والحضارية لمختلف الجهات التونسية.