عادت مجددا قضية شهداء وجرحى القصرين الى الظهور ولكن هذه المرة ليس في قاعات المحكمة العسكرية بالكاف بل في أروقة مقر الاتحاد الجهوي للشغل بالقصرين مطالبين بتسوية وضعياتهم وداعين في نفس الوقت الى ضرورة تحقيق الوعود بشأن تنمية الجهة. تحقيق التنمية في الجهة يظل مطلبا شعبيا في الحقيقة لكل الفئات على اختلاف مشاربهم وخاصة عائلات الشهداء والجرحى كيف لا وهم أبناء قلعة وعاصمة الشهداء القصرين التي وقفت شامخة في وجه الدكتاتور وآلته العسكرية وأجبرته على الفرار ولكن بعد أن مات من مات بالرصاص وجرح البعض الآخر وفقد البعض أجزاء من جسده لكن ورغم هذه التضحيات إلا انهم لاقوا تجاهلا وتباطؤا في تسوية وضعياتهم رغم ان البعض منهم تمتع بالمداواة في الخارج ، هذا التجاهل حز في نفوس آباء وأبناء الشهداء والجرحى الذين قرروا الاعتصام في مقر الاتحاد الجهوي بالقصرين حاملين بعض صور من استشهدوا أو جرحوا لجلب الانتباه الى قضيتهم حتى لا يلفها النسيان ومن بين المطالب حسب ما صرح فيصل حيزي ووائل القرافي جريحا الثورة نيابة عن زملائهم للشروق وحسب البيان الذي أصدره المعتصمون تسوية وضعياتهم نهائيا وتحقيق الوعود التي وعدتهم بها الحكومات المتعاقبة منذ 14 جانفي وخاصة في ما يخص تفعيل القرار الأخير المتعلق بتشغيل أحد أفراد هذه الأسر ردا لهم للجميل وهو قرار كما نعلم تمت المصادقة عليه من قبل أعضاء المجلس التأسيسي مؤخرا ومن بين المطالب الاخرى تمكينهم من بطاقات علاج مجانية وخاصة وهو مطلب مهم جدا باعتبار حاجتهم الى العلاج بصفة مستمرة خاصة وأن تكاليف العلاج باهظة في بلادنا وأما المطلب الجديد الذي تضمنه البيان وطالب به المعتصمون فهو التسريع بتنمية الجهة وإخراجها من بوتقة التخلف والتهميش هذا وقد صرح المعتصمون ان اعتصامهم هذه المرة يبقى مفتوحا الى حين تحقيق المطالب دون استثناء.