مثلما كان مقررا في مواقع الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي المؤيدة للحكومة والقريبة من حركة «النهضة» تجمع عدد من المتظاهرين من أنصار الحكومة أمس الجمعة بساحة القصبة استجابة لنداءات التّظاهر للضّغط على الحكومة للبدء في محاسبة المسؤولين «الفاسدين» . وقام المتظاهرون بطرد التلفزة الوطنيّة ومنعوها من تغطية الأحداث بالقصبة رافعين شعارات مؤيدة للحكومة «يا حكومة سير سير وأحنا معاك في التّطهير»«يا حكومة إكبس» وسط تعزيزات أمنيّة مكثّفة.
وزارة الداخلية التي أعلنت بحر الأسبوع المنصرم أن المظاهرة غير قانونية ولم تحصل على ترخيص من طرف سلطة الإشراف داعية الشعب التونسي إلى مقاطعتها اختارت فيما يبدو سياسة «النأي بالنفس» بعد أن تحولت المظاهرة إلى أمر واقع ولم تخير أيضا سياسة تفريق المسيرة كما حدث مع مسيرات دعت إليها أطراف تقدمية ويسارية وحداثية في وقت سابق .
وأدى المتظاهرون صلاة الجمعة في ساحة القصبة حيث ألقى الامام خطبة تضمّنت رسائل إلى كل من الاعلام والحكومة والشعب. وقال الامام : إنّ من أولويات الحكومة اليوم، تطهير الاعلام من رموز الفساد الذين تناسوا فسادهم وأصبحوا ثوريين وتوجّه الامام إلى الاعلاميين قائلا «خافوا الله» ، كما طلب من الحكومة التسريع في محاسبة «المفسدين»، والتعامل بصرامة مع ملفات الفساد.
كما توجّه الامام بكلمة إلى الشعب أكّد فيها أنّه إذا كانت الحكومة ملتزمة وغير ظالمة وتحكم بما يرضي الله فمن واجب الشعب أن يساندها ويطيعها. بدوره , لم يفوّت لطفي زيتون مستشار رئيس الحكومة المؤقت الفرصة للإدلاء بدلوه حيث ألقى كلمة وسط المتظاهرين – في مظاهرة غير شرعية - من ساحة القصبة، أكّد فيها أنّ الحكومة الحالية عازمة على الاصلاح وعلى محاربة الفساد مشدّدا أنّ الاصلاح سيشمل كل القطاعات. وقال إنّه مع حلول الانتخابات القادمة ستكون الحكومة قد قطعت شوطا كبيرا في محاسبة «المفسدين».
وأضاف زيتون أنّ عديد الأطراف شبّهت حركة النهضة بالتجمّع المنحل وهذا ما يثير الاستغراب، باعتبار أنّه لا مجال للمقارنة بين الحزبين. وفق رأيه وتعبيره. كما تحدّث المستشار السياسي عن قطاع الاعلام طالبا من الاعلاميين عدم مساندة رموز الفساد من أصحاب المهنة. وفق ادعائه.
وصرّح بأنّ هناك حملة تستهدف وزارة الداخلية والمؤسّسة العسكرية، مؤكّدا أنّ الحكومة تساند المؤسّسة العسكرية لأنّها كانت العمود الفقري للبلاد خلال الثورة. وللتذكير فإنّ لطفي زيتون دعا أكثر من مرة أنصار الحكومة للخروج في مسيرة مساندة ومؤيّدة لها لمقاومة الفساد، مع العلم أنّ وزارة الداخلية أصدرت بلاغا أول أمس الخميس 30 أوت 2012، تعلم فيه أنّ مصالحها لم تتلقّ أيّ إعلام بتنظيم مسيرة أمس 31 أوت 2012 بتونس العاصمة وأنّ الدعوات الصّادرة في هذا الإطار عبر شبكة الأنترنات هي دعوات غير قانونية.
الداخلية تكتفي «بتأمين» مظاهرة القصبة أنصار الحكومة الذين تظاهروا بأعداد كبيرة نسبيا يوم أمس أمام قصر الحكومة وسط تعزيزات أمنية مكثفة لم يأبهوا من التنبيه الذي أطلقته وزارة الداخلية منذ يومين على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «الفايسبوك» من عدم الانسياق وراء الدعوة إلى التظاهر واعتبرت المسيرة التي دعا إليها شباب حركة النهضة غير قانونية.
وقالت الداخلية في بلاغها أنها «لم تتلق أي إعلام بتنظيم مسيرة يوم الجمعة 31 أوت 2012 بساحة القصبة». واكتفت وزارة الداخلية يوم أمس بحضور أمني مكثف في ساحة القصبة ومداخلها دون أن تحرّك ساكنا ولم يتدخل أعوان الأمن لمنع المظاهرة التي لم ترتق إلى مستوى «المليونية» كما أطلق عليها الداعون إليها.
مظاهرة القصبة... صلاة وسياسة
أدى المتظاهرون المناصرون للحكومة ظهر أمس بساحة القصبة صلاة الجمعة وكان المستشار السياسي لدى رئيس الحكومة لطفي زيتون ضمن الصفوف الأولى للمصلين. وتوجه إمام الجمعة في خطبته إلى الإعلاميين قائلا:«خافوا الله» وطالب الحكومة بالاسراع في محاسبة المفسدين وأكد لجموع المصلين أن «الحكومة ملتزمة وغير ظالمة وتحكم بما يرضي الله ومن واجب الشعب أن يساندها ويطيعها».