خلافا للبلاغ الصادر عن وزارة الداخلية و القاضي بعدم الترخيص للتظاهر بساحة القصبة وبالتصدي لأي تحرك غير قانوني، توافد أمس عدد من أنصار الحكومة على ساحة القصبة لينظموا مظاهرة أطلقوا عليها اسم «جمعة المحاسبة وتطهير البلاد من رموز الفساد»، أعربوا من خلالها عن مساندتهم لحكومة «الجبالي» ومطالبين اياها بالوفاء بالوعود التي قطعتها على نفسها وبالتسريع في نسق الإجراءات الهادفة الى تطهير قطاع الاعلام والبلاد من رموز الفساد ومنع التجمعيين من العودة إلى الحياة السياسية... ورفع المتظاهرون طيلة هذه المظاهرة التي حضرها المستشار السياسي لرئيس الحكومة «لطفي زيتون» شعارات عدة من قبيل: «اكبس...اكبس»، «لولا تباطؤكم و تهاونكم لما تجرأ علينا أعداء الثورة» ، «لا رجوع لا حرية للعصابة الدستورية»، «يازيتون اكبس و طلع الزيت» ، «يا زيتون يا معذبهم الإعلام باش يندبهم» ، «يا حكومة سير سير الشعب معاك في التطهير»، «وينو حق الشهيد اللي مات برصاصة...كان مقديتش روحك سيب البلاصة»...هذا وقد صلى المتظاهرون صلاة الجمعة بالساحة التي شهدت حضورا أمنيا كثيفا دون أي تدخل. مناصرة الحكومة لا تعني العودة بالبلاد إلى الممارسات التجمعية! قبل ان يؤدي المتظاهرون صلاة الجمعة بالساحة ،أكد الإمام الخطيب في خطبته ان الفضل في الثورة لا يعود إلاّ لله عز و جل، مذكرا الحكومة بانها ان لم تبذل ما بوسعها لأداء الامانة وإنّ لم تتحمل المسؤولية التي تحملها على عاتقها «فان الله قد يسحب من تحتها البساط» حسب قوله متوجها الى الحكومة بالقول: «يا حكومة يجب ان تكوني في مستوى المسؤولية التي وضعها بين يديك هذا الشعب الذي اختارك و اكتسبت منه شرعيتك و جاء جزء كبير منه اليوم مؤيدا لك...نريدك أن تكوني سلطة عادلة و قوية لا أن تكوني سلطة بطش و قمع». كما توجه الإمام برسالة إلى الإعلاميين مطالبا إياهم بأن يكونوا بدورهم في مستوى الأمانة الثورية، قبل ان يختم بكلمة شدد فيها على أن السلطة يجب أن تكون سلطة تشاركية بين الشعب و الحكومة وأن الشعب مؤتمن بدوره على ثورته و أن «مناصرة الحكومة لا تعني العودة إلى ذات الممارسات التجمعية كما يدعي البعض ، حيث أن تأييد الحكومة ينبغي أن يكون بمعنى أن نقول للمحسن أحسنت و للمخطئ أخطأت» على حد تعبيره دائما . لطفي زيتون : انتظروا من الحكومة تنفيذا لالتزاماتها! بدوره ألقى «لطفي زيتون» المستشار السياسي لرئيس الحكومة، كلمة وسط المتظاهرين ، ذكرهم فيها بضرورة احترام بيان وزير الداخلية المانع للتظاهر دون الحصول على ترخيص قانوني ، و مؤكدا بان الحكومة عازمة على المضي قدما في طريق الإصلاح ومحاربة الفساد «على ان يشمل الاصلاح كافة القطاعات دون استثناء». كما صرح زيتون قائلا: «لن يحلّ موعد الانتخابات القادمة إلا وتكون الحكومة قد أوفت بكافة وعودها بإذن الله». أما بخصوص قطاع الإعلام فقد طلب «زيتون» من الاعلاميين ان يبتعدوا عن مساندة رموز الفساد من أصحاب المهنة، مضيفا «إننا نثق في أغلب الاعلاميين و لم تصدر عنا أي وثيقة تدين الإعلاميين». وأشار «زيتون» في كلمته الى حجم التضحيات التي بذلها الجيش الوطني لانجاح الثورة التونسية، منوّها الى تعرض المؤسسة العسكرية للهجوم لسبب أرجعه الى عدم انخراطها في الحياة السياسية، و هو الأمر الذي تفاعل معه الحضور بترديد شعار «بالروح بالدم نفديك ياجيش»...ليختم زيتون كلمته بتشديد الطلب من الحضور بالساحة للاستجابة لتعليمات رجال الامن والالتزام بالهدوء وعدم التسبب في مشاكل من شأنها أن تعكر صفو المظاهرة وتخرج بها عن طابعها السلمي.