قال أعضاء من جبهة 17 ديسمبر للقوى التقدمية بسيدي بوزيد إن الحكومة الحالية مازالت تتعامل مع الجهات الداخلية بأسلوب التهميش نفسه الذي كان ينتهجه نظام بن علي مستحضرين تواصل تردي الوضع التنموي والاقتصادي بسيدي بوزيد . «سيدي بوزيد هي التي حررت البلاد من قبضة دكتاتورية بن علي.. وهي التي ستقود ثورة ثانية ضد أية دكتاتورية اخرى قد تحاول احكام قبضتها من جديد على الجهة وعلى غيرها من الجهات».. بهذه الكلمات تحدث كل من علي الكحولي المنسق العام للجبهة والأزهر الغربي، المكلف بالدائرة الاعلامية للجبهة، في لقاء اعلامي انتظم صباح أمس بمقر نقابة الصحفيين التونسيين بالعاصمة حضره يوسف الزاوي الناشط السياسي بجهة سيدي بوزيد ومحمد براهمي عضو المجلس التأسيسي عن سيدي بوزيد ..
تشويهات كاذبة
قال علي الكحولي إن جبهة 17 ديسمبر ستواصل القيام بالدور الذي عهدته على نفسها منذ تأسيسها وهو الدفاع عن الحريات العامة والفردية وعلى جمهورية شعبية مدنية وعلى منوال تنموي جهوي، لا سيما بسيدي بوزيد، يقطع مع المنوال السائد.. وفي هذا الاتجاه ذكر أن الجبهة تتعرض منذ مدة لاتهامات و تشويهات كاذبة ومغرضة من جانب المكتب الاعلامي للنهضة بسيدي بوزيد ومن جانب الحكومة ومن جانب والي الجهة..
وأضاف ان القرارات التي اعلنها المجلس الوزاري المخصص للجهة حول المشاريع التنموية بسيدي بوزيد لا ترتقي إلى طموحات الجهة.. فالاعتمادات المخصصة لهذه المشاريع (475 مليارا) منها 300 مليار مرصودة منذ عهد بن علي وهي ليست ذات وزن استراتيجي بل عبارة عن ترقيعات واصلاحات..
تواصل التهميش
اكد الكحولي أن الجبهة لها تصور لمنوال تنموي يقطع مع المنوال السابق.. فهي تطالب ببنية تحتية عصرية متطورة ومشاريع ذات قدرة تشغيلية كبرى تقضي على الاقصاء و «الحقرة» اللذين تعاني منهما سيدي بوزيد منذ سنوات وتعيد الاعتبار للجهة ولبقية الجهات.. فالحكومة المؤقتة والسلط الجهوية تواصل حسب قوله التعامل مع الجهات بنفس اسلوب بن علي، وتعتبرها بؤر توتر وتمرد و بها حركات احتجاجية تعطل مسار التنمية.. وهذا يدخل في باب التهم المجانية والتشويه للجهة و لمناضليها الذين يسعون دوما لحركات احتجاجية سلمية لكن السلط الجهوية (مثلا الوالي) لم تلازم الحياد بل تواطأت مع الحزب الحاكم (النهضة) لتشويه وتهميش واقصاء دور قوى المجتمع المدني والمناضلين من احزاب ومنظمات واعضاء المجلس التأسيسي الممثلين للجهة.
خلق التوتر وبث الرعب
اكد علي الكحولي ان سيدي بوزيد تفتقر اليوم لمجلس جهوي ولنيابة خصوصية بلدية دون أن يحرك الوالي ساكنا بل ذهب عكس ذلك، بالتعاون مع السلط القضائية والأمنية الجهوية ، وخلق أجواء من التوتر والرعب عبر ايقاف وخطف المناضلين وسجنهم وهرسلتهم واقصائهم (حوالي 40 موقوفا) ومحاكمتهم بطريقة جائرة.. .. ومضى الكحولي قائلا «نقول للجميع ان ذلك لن يثنينا عن مواصلة الدرب في النضال.. نحن قمنا بثورة ضد التهميش والاقصاء والمطالبة بالحرية، وسقط من أجل ذلك شهداء ولا يمكن التنازل عن ذلك الآن احتراما لارواح هؤلاء الشهداء»..
ثورة جديدة
من جهته قال الازهر الغربي ان اختيار الجبهة لمقر نقابة الصحفيين فيه اكثر من دلالة وهو ضم صوت الجبهة لأصوات الصحفيين المنادية بالحرية وبالقطع مع الدكتاتورية.. وقدم كذلك تحية للمحامين الذين هبوا لبوزيد لنصرة قضايا الحق .
وأفاد بالخصوص أن بوزيد أعادت في المدة الاخيرة الحراك الاجتماعي إلى نقطة البداية التي انطلقت في 17 ديسمبر 2011 أعادت طرح الثورة من جديد على جدول أعمال القوى الوطنية والديمقراطية والقوى التي ما زالت تؤمن ان الثورة لم تحقق بعد أهدافها ولا بد من استكمالها.. وكانت البداية بتحرك أول في الرقاب و تحرك ثان لعمال الحضائر مع وجود تململ في صفوف الفلاحين بسبب ما يعانونه من مشاكل في ترويج منتوجاتهم بأسعار لا تغطي التكاليف وعجز الحكومة عن توفير الظروف الملائمة لهم لمواصلة العمل .
هكذا وصف الازهر الغربي الوفود التي يقال إنها من المجتمع المدني وتمثل سيدي بوزيد وتلتقي في كل مرة كبار مسؤولي الدولة (رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ورئيس المجلس التأسيسي ).. وقال الغربي إن هذه الوفود لا علاقة لها بالمجتمع المدني وبالمشاكل الحقيقية لسيدي بوزيد وهي مجرد «تكتيك» قديم اعتمده بن علي سابقا وفشل فيه .. و يواصل قائلا «واليوم جبهة 17 ديسمبر تمد يديها للسلط قصد حوار حقيقي وبناء لبحث حلول جذرية لمشاكل الجهة وليس من اجل ذر الرماد على العيون وإيهام الأهالي بحلول وهمية.. ومهما يكن من أمر فان الجبهة ستواصل النضال وستطالب بالحوار وستعمل على تحرير الجهة من قبضة النهضة وحلفائها.. نحن لنا برنامج بديل من خلال منوال تنموي يشمل جميع القطاعات.. وسنناضل من أجله ولا بد من تحقق الكرامة للشعب ليس في سيدي بوزيد فقط بل في كل المناطق خاصة تلك التي تعج بالخيرات لكن أهالينا يعانون الجوع»..
منوال تنمية
أعدت جبهة 17 ديسمبر برنامج منوال تنمية قالت إنه بامكانه اخراج الجهة من حالة التهميش التي تعاني منها.. ويهم هذا البرنامج القطاع الفلاحي والصناعي والتجهيز والخدمات والثقافة والرياضة والمالية والتربية والتعليم والصحة والشؤون الاجتماعية.. وقال اعضاء الجبهة انهم مستعدون للحوار مع الحكومة ويعولون على إرادتها وعلى صدق نواياها من أجل تحقيق هذا البرنامج ويرون انه كفيل بوقف التجاذبات وحالة الاحتقان التي تسود الجهة .