وفي اعترافاته، قال أحد الشابين مرافق السائق بعد القاء القبض عليه انه لا علاقة له بالسياسة والسياسيين معترفا بأنه كان قبل الحادثة رفقة صديقه يحتسي كمية من الخمر وفق ما بثته قناة «الزيتونة» الفضائية، مبرزا انه لم ينو هو وصديقه مهاجمة موكب المسيرة وهو ما يتطابق مع تصريحات السيد لطفي زيتون الذي استبعد محاولة اغتياله . التحقيقات متواصلة
وتحدث الشاب لمراسلة القناة عن ظروف وجوده بالمكان لحظة المسيرة مبرزا انه لم يكن يعلم أصلا بوجود تظاهرة بطريق منزل شاكر لحظة مروره رفقة صديقه على متن سيارة «كيا» سوداء اللون كانا يمتطيانها على وجه الكراء «لوكاسيون».
ويواصل أعوان المنطقة الجنوبية بصفاقس تحرياتهم مع الشابين الموقوفين، وقال الناطق الرسمي باسم الادارة العامة للأمن الوطني إن حادث السيارة التي دهست المتظاهرين بصفاقس هو حادث مرور عادي ناتج عن حالة سكر مضيفا أن قوات الأمن أوقفت المعتدين» .
وقالت مصادر طبية مطلعة أن محاولة اقتحام الشابين للموكب لم تخلف الا جريحين فقط وصفت اصابتهما بالخفيفة في مسيرة يوم السبت التي دعت إليها رابطة حماية الثورة بصفاقس .
وكان لطفي زيتون المستشار السياسي لرئيس الحكومة حضر أول أمس السبت في مسيرة نظمتها رابطة مجالس حماية الثورة بالجهة تطالب بالتسريع في محاسبة رموز الفساد والمتورطين مع النظام البائد واستكمال أهداف الثورة وتحريك ملفات العدالة الانتقالية وتطهير قطاع الاعلام.
وقد تدخل لطفي زيتون بكلمة أبرز فيها أهمية المحاسبة وتطهير الاعلام من رموز الفساد لاستكمال أهداف الثورة، لكن في آخر مداخلته اقتحمت سيارة من نوع «كيا» الحضور يمتطيها شابان أصيلا صفاقس وقد اصطدمت السيارة بالحضور وخلفت جريحين اصابتهما خفيفة قبل أن يتم القبض على مرافق السائق في مرحلة أولى ثم سائق السيارة الذي حاول الفرار لكنه فشل بتدخل من الحضور وبعض السيارات بالمكان .
وقد اقتيد الشابان الى مقر منطقة صفاقس الجنوبية واتضح انهما بحالة سكر لكن ذلك لم يمنع من فتح بحث للتحقيق في أسباب الحادثة وملابساتها التي خلفت حالة من الفزع لحظتها وتبعتها العديد من التأويلات المختلفة .
بيان حركة النهضة
هذا، وأمدنا الكاتب العام للمكتب الجهوي لحركة النهضة لطفي عبيدة ببيان حول الحادثة جاء فيه ما يلي : « قامت مجموعة من المجرمين مساء السبت 01/09/2012 على الساعة السادسة مساء بالاعتداء على مسيرة سلمية نظمتها رابطة مجالس حماية الثورة بصفاقس بالاشتراك مع عدد من جمعيات المجتمع المدني للمطالبة بالتسريع في تطهير مؤسسات الدولة من رموز الفساد والتصدي لفلول الثورة المضادة.»
ويضيف البيان «تمثّل هذا الاعتداء في مداهمة الجموع المحتشدة أمام مقر اذاعة صفاقس أثناء مداخلة الأخ لطفي زيتون بسيارة قادمة بسرعة جنونية مخترقة صفوف المتظاهرين مخلّفة عددا من الجرحى محدثة حالة من الهلع والرعب والذهول ... وقد تمكن بعض الحاضرين من القاء القبض على المهاجمين اللذين كانا يمتطيان السيارة وتسليمهما الى السلطات الأمنية».
ويندد البيان بما سماه «الممارسات الاجرامية التي تذكّرنا بأساليب ميليشيات العهد البائد وأجهزته القمعية وبمن يقف وراءها نعتبر أنّ هذه الأشكال الفوضوية الخطيرة لا يمكن أن توقف مسيرة شعبنا النضالية نحو استكمال أهداف ثورته المجيدة وأنّ هذه المحاولات اليائسة لترويع أبناء شعبنا لن تزيدنا الاّ اصرارا على استكمال أهداف الثورة من أجل بناء دولة الحريات والديمقراطية وتحقيق الوحدة الوطنية والمضيّ قدما في انجاز عملية البناء واجتثاث رموز الفساد».
ودعا البيان «جميع أحرار صفاقس من أحزاب ومنظمات وقوى حيّة فاعلة الى تمتين الروابط والعلاقات في ما بينهم والى تعميق تعاونهم من أجل إفشال هذه المخططات الاجرامية والتنديد بها وازاحة القناع عن تلك الوجوه الغادرة». وطالب البيان « السلطات الأمنية والقضائية للقيام بكامل الاجراءات القانونية الواجبة لكشف ملابسات هذه الجريمة النكراء ومحاسبة المعتدين ومن يقف وراءهم».