تصريحات مدوية أطلقها عضو المجلس التأسيسي محمود البارودي حين اتهم الحكومة بأنها تتستر على رجال الأعمال، لخدمة أجندة سياسية في حين علّق بعض السياسيين على هذا الملف بأنه ورقة رابحة بيد وزراء الجبالي وخاصة ان موعد الانتخابات على الأبواب. محمود البارودي عضو المجلس التأسيسي عن التيار الاصلاحي اعتبر ان ملف رجال الأعمال هو وسيلة ضغط عليهم تقوم بها الحكومة لإدخالهم بيت الطاعة لأن الحرب الانتخابية على حد تعبيره هي قوة «مال» حيث قال ل «الشروق»: «هناك الكثير من رجال الأعمال المتورطين والفاسدين وثبتت تجاوزاتهم ولكن تتغافل عنهم الحكومة لأنهم دخلوا بيتهم إذا هم آمنون من أي محاسبة ولا خوف عليهم أما من يرفض منهم شروط بعض وزراء الحكومة وأعضاء حركة النهضة فمصيره المحاسبة العسيرة ويكون شعارهم آنذاك المحاسبة والقانون فوق الجميع.
عدالة انتقائية
أضاف عضو المجلس التأسيسي أن برنامج العدالة الانتقالية لم يجهز «لدى» الحكومة لذلك عوضته بالعدالة الانتقائية لتصفية حساباتها الخاصة والفوز بمعركة المال والإعلام في الفترة القادمة، ولعل جلب رجال الأعمال لبيت الطاعة النهضوية سيحمي عددا كبيرا من رجال الأعمال الفاسدين والثابت بكل الأدلة تورطهم سابقا في منظومة الفساد وقيامهم بعديد التجاوزات غير القانونية في حق أبناء الشعب.
رضا السعيدي وزير الشؤون الاقتصادية والاجتماعية وعد بالاسراع في ايجاد حلول جذرية لملف فساد عدد كبير من رجال الأعمال المتورطين في العهد السابق حيث أعلن عن رفع حجر السفر عن عدد منهم في الفترة القادمة في حين تم الاعلان أيضا عن دعوة 21 منهم أمام القضاء للنظر في قضايا الفساد المتهمين بها.
إذن ملف رجال الأعمال أصبح حديث المدينة فقد اتهمت بعض الأطراف حكومة الجبالي بالتلاعب الفاضح بهذا الملف وجعله أداة ضغط على رجال المال من أجل دخول بيت الطاعة وخاصة أن أجراس الانتخابات بدأت تدق.
لقاءات
لقاءات متعددة جمعت بين وزراء الجبالي بعدد من رجال الأعمال وهنا نطرح عديد الأسئلة، هذا الملف الهام من يشرف عليه؟ هل هو ملف سياسي أم اقتصادي أم اجتماعي؟
وهل ستخدم العدالة الانتقالية رجال الأعمال أم ستورطهم؟ أين المشاريع التي وعد بها رجال الأعمال للاستثمار في الجهات؟
ملف ساخن
بدأت صفحات الفايس بوك «المعارضة» تدعو لحملة «نظف» وهي دعوة لمحاسبة رجال الأعمال المتورطين في عهد النظام السابق وانتشرت بعض الصور لعدد منهم ولبعض ممتلكاتهم ولبعض المشاريع مع أصهار الرئيس السابق وجاءت احدى التعاليق الساخرة كالآتي «هل دخل هؤلاء لحمام الحكومة»؟
منظمة الأعراف
أما بيت رجال الأعمال وهو الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية فقد دعا من خلال رئيسته عديد المرّات الى وجوب الإسراع في إيجاد حلول سريعة لهذا الملف وخاصة أن عددا من رجال الأعمال لم يستطيعوا متابعة بعض مشاريعهم وخاصة الموجودة خارج حدود الوطن نظرا لأنهم ضمن قائمة الممنوعين من السفر.
وذكرت بعض المصادر من منظمة الأعراف ان هناك اجراءات قادمة ستخدم مصلحة رجال الأعمال لأنه حان الوقت لوضع هذا الملف في إطاره الصحيح. كما اعتبر عدد منهم ان الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية لم يكن جادا في التعامل مع هذا الملف وفي بعض الحالات لم يكن حازما مع الحكومة في حين أن منظمة الأعراف اعتبرت ان الخطوات التي قامت بها في هذا الشأن متوازنة وصحيحة.