أعلنت سهى عرفات، أرملة ياسر عرفات، أن القضاة الفرنسيين الذين يحققون في احتمال أن يكون زوجها قضى مسموما، طلبوا التوجه إلى رام الله ليقوموا بأخذ عيّنات. وبانتظار هذه الرحلة التي لم يحدد موعدها بعد، دعت سهى عرفات في بيان الجامعة العربية والسلطة الفلسطينية إلى تعليق «مبادراتهما» الرامية إلى كشف اللغز الذي يكتنف وفاة زوجها وذلك من أجل تسهيل عمل المحققين الفرنسيين..
تحقيقات فرنسية
وكانت النيابة العامة في نانتير «غرب باريس» فتحت في نهاية اوت تحقيقا في وفاة ياسر عرفات عهدت به إلى ثلاثة قضاة، وذلك بعد أن رفعت سهى عرفات دعوى بالحق المدني ضد مجهول بتهمة القتل مع سبق الاصرار، بناء على معلومات ترجح مقتله مسموما بمادة البولونيوم المشعة العالية السمية والتي وجدت اثار منها على بعض حاجياته..
وقالت سهى عرفات في بيان نشره أمس مكتب وكيلها المحامي بيار-اوليفييه سور: «أرحب بكون قضاة التحقيق الثلاثة التابعين لمحكمة نانتير المكلفين بالنظر في الملف قد ابلغوا رسميا وكيلتي أنهم اتخذوا الخطوات اللازمة لسفرهم إلى رام الله».
وأضافت: «هكذا، سوف يتمكن خبراء من الشرطة العلمية الفرنسية من أخذ عينات تحت إشرافهم». كما رحبت عرفات في بيانها بالمبادرات التي اتخذت حتى الآن لجلاء ملابسات وفاة زوجها.
وقالت: «أما وقد فتح تحقيق قضائي في فرنسا فيجب أن يسود على كل ما عداه من إجراءات لأنه الضمانة غير المشكوك باستقلاليتها وبحيادها لجلاء الحقيقة». وأضافت: «من هنا اطلب بكل احترام من السلطة الفلسطينية والجامعة العربية تعليق كل مبادراتها طالما انه تمت مراجعة القضاء الفرنسي، اللهم ما عدا العمل بالتنسيق مع هذا القضاء».
وكانت الجامعة العربية ايدت في نهايةجويلية الماضي اقتراحا تقدم به الرئيس الفلسطيني محمود عباس لتشكيل لجنة تحقيق دولية حول وفاة سلفه. وكان معهد الأشعة الفيزيائية في المركز الطبي الجامعي في لوزان أعلن قبل نحو اسبوعين استعداده لإرسال خبراء إلى رام الله لفحص رفات الزعيم الفلسطيني، بعد الحصول على موافقة أرملته، وذلك من أجل البحث عن آثار محتملة لمادة البولونيوم.
وقد ثار الجدل مجددا حول أسباب وفاة عرفات، بعد أن بثت قناة الجزيرة الفضائية القطرية في الثالث من جويلية الماضي فيلما وثائقيا يكشف أن معهد الأشعة الفيزيائية في لوزان عثر على «كمية غير عادية من البولونيوم»، بعد تحليل عيّنات بيولوجية أخذت من أغراض شخصية لعرفات تسلمتها أرملته من المستشفى الفرنسي حيث توفي.. وأثر ذلك تلقى المركز الطبي الجامعي في لوزان في مطلع اوت الجاري برقية من السلطة الفلسطينية تطالب بفحص الرفات. وعندها طلب المركز موافقة أرملة الزعيم الفلسطيني على ذلك.
ولم تقدم ابدا أي معلومات طبية واضحة عن أسباب وفاة عرفات الذي فارق الحياة في 11 من نوفمبر عام 2004 في مستشفى «بيرسي» العسكري الفرنسي قرب باريس، وذلك بعد فترة وجيزة من التدهور الحاد في حالته الصحية، الذي استدعى نقله إلى فرنسا للعلاج. وهناك قناعة شديدة لدى المسؤولين الفلسطينيين وأقارب عرفات بأنه مات مسموما.
وكان تقرير المستشفى الفرنسي المؤرخ في 14 من نوفمبر «تشرين الثاني» عام 2004 تحدث عن التهاب معوي «يبدو أنه معد» واضطرابات «حادة» في تخثر الدم...
«تحرك» عربي
وفي سياق متصل سيحسم اجتماع لجنة المتابعة العربية المقرر عقده في القاهرة اليوم الخميس موعد تقدم فلسطين للحصول على صفة دولة مراقبة في الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تفتتح دورتها خلال أيام فضلا عن تشكيل لجنة دولية للتحقيق في وفاة الرئيس عرفات.
وصرح مندوب فلسطين لدى الجامعة العربية الدكتور محمد صبيح بانه ورغم مطالبات دول غير عربية بضرورة التأني لحين الانتهاء من الانتخابات الأمريكية المقررة في أكتوبر المقبل إلا أن قرار التوجه ستحدده القيادة الفلسطينية خلال اجتماع لجنة المتابعة ودراسة الموضوع من كافة جوانبه.
لكن توجه الجامعة العربية حسب صبيح فهو دعم الموقف الفلسطيني دعما كاملا... يبقى تحديد اليوم فهو بيد الرئيس عباس وأن تأخر يوم أو شهر هذا لا يضر إذا كان هناك نتائج ومكاسب.