هي الحلقة الثانية في حملة «اكبس» لكنها تجسدت هاته المرة في وقفة حاشدة بالقصبة طالب منظموها الحكومة بتفعيل مكافحة الفساد وتطهير البلاد والتصدي لرموز «التجمع العائد» كما طالبوا الاعلاميين بالحياد وعدم الانحياز. وجه منظمو وقفة «اكبس» بالقصبة أمس عديد الرسائل والى أطراف عدة منها ما خصص للحكومة وهو مطالبتها بالإسراع بمحاسبة الفاسدين وازلام «التجمع» وكانت في بعض الاحيان مواقف شديدة اللهجة واخرى وجهت الى من اسموهم بأعداء الثورة أو فلول النظام السابق وجاءت أيضا شديدة اللهجة وتوعدت بملاحقتهم «لاستكمال أهداف الثورة».
وشارك في التظاهرة عدد من الجمعيات خاصة المعنية بالسجناء السياسيين والعفو التشريعي العام لكن بدا جليا غياب الاطراف السياسية حيث لم يشارك «حسب ما عايناه طبعا» سوى أنصار حركة النهضة وحزب العدالة والتنمية وحركة وفاء.
أهداف الوقفة
وحول اهداف الوقفة قال عضو عن منظمي حملة «اكبس» وهو من التنسيقية الوطنية لتفعيل العفو التشريعي العام «مطلبنا الأول هو تفعيل العفو التشريعي العام باعتباره أحد النقاط الاساسية لنجاح مسار العدالة الانتقالية، لأن هؤلاء الذين تحاملت عليهم قوى الرجعية وحاولت ان تنال من سمعتهم ومن نضالاتهم ومن هممهم هم الآن في وقفتهم يقولون اننا لن نفرط في حق اكتسبناه بنضالاتنا».
وفي النقطة الثانية قال ان «الدولة التي مارست الاستبداد باسم الشرعية الآن مطالبة بالاعتذار للمناضلين وان ترد لهم اعتبارهم لأن الدولة التي استعملت الآلة القمعية يجب ان ترفع المظلمة عن الذين اغتصبت الدولة حقهم في الحياة».
وتوجه بالرسالة الثالثة الى الاعلاميين قائلا «نداء الى الاعلاميين الشرفاء فعندما شنت الحملة بداية التسعينات على المناضلين استعمل الاعلام كآلة لمعاضدة الدولة والآن يستعمل الاعلام كآلة لتشويه المناضلين لذلك ندائي موجه الى الشرفاء من الاعلاميين ان انخراطكم في هذه المعركة هو انخراط فاشل مسبقا لأنه لو انتج ثمارا لأنتجها سنة تسعين وواحد وتسعين فلا تنخرطوا في معركة خاسرة مسبقا».
وأضاف «نقطة اخيرة للأسف أقولها لكم وهي ان وقفتنا الاحتجاجية هذه للمطالبة بتحقيق اهداف الثورة التي من بينها تطهير الاعلام وتطهير الادارة ومحاكمة ومحاسبة الفاسدين تطهير كل اجهزة الدولة من الفاسدين ومن البوليس السياسي الذي عاد تحت مسميات عديدة وباسم الدفاع عن الثورة انتصب هو كذلك مدافعا عن الثورة للأسف بهذه الاهداف النبيلة نقول ان تفعيل العفو العام وبقية القضايا هي قضايا عادلة ولكن للأسف الشديد وقعت بيد محام فاشل اساء التعبير واساء التعامل مع الوقائع ولذلك انتم الوحيدون الآن لتصحيح مسار العفو العام والدفاع عن حقوقكم ولذلك انتم الوحيدون الآن الكفيلون بالضغط على الحكومة لتفعيل العفو العام واخراج مشروع القانون من اتون الوزارة الاولى الى المجلس التأسيسي وهنا كلمة اخيرة اوجهها الى المجلس التأسيسي لأنه احد البوابات المهمة الضامنة والحامية لأهداف الثورة لذلك كان لزاما على المجلس ان يسن القوانين التي تحول دون عودة أزلام النظام البائد وبذلك نضمن عدم عودة اعداء الثورة».
تهديد وانتظار
وختم تقديم أهداف الوقفة بالقول «اخيرا اشكر لكم حضوركم لكن هذه الوقفة الاحتجاجية لها ما بعدها فلتكونوا حاضرين الى ما بعد هذه الوقفة والتي ستكون مختلفة ان لم تستجب الحكومة لهذه المطالب ستكون مساوية في المقدار من حيث التحرك ومختلفة في الاتجاه».
كما تداول على اخذ الكلمة فوق المنبر الذي خصص للمداخلات عدد من ممثلي الجمعيات المشاركة في الحملة ومن بينهم ممثلو جمعية الكرامة للسجين السياسي وجمعية نساء تونسيات وجمعية قدماء الاتحاد العام التونسي للطلبة والرابطة الوطنية لحماية الثورة وغيرهم من المشاركين.
هذا وشهدت الوقفة حضور آلاف المشاركين ولم يتسن لنا معرفة عددهم التقريبي ورغم محاولات المنظمين لعدم حصول اي مشادات او اعتداءات الا ان بعض المشاركين حاولوا في أكثر من مرة الاعتداء على الصحفيين بتعلة انهم فاسدون ربما لأنهم لا يعلمون ان من يريدون محاسبتهم لا ينزلون الميدان بأي حال من الاحوال لكن تعودنا على هاته المظاهر.
ومن ابرز الشعارات واللافتات التي رفعت في التظاهرة نذكر «يا حكومة فيق شوية التطهير موش مزية» و«يا وزير طهر البلاد وقلع رموز الفساد» و«لا رجوع لا حرية للعصابة الدستورية» و«يا حكومة سير سير الشعب معاك في التطهير» و«جاري تنظيف البلاد من البجابيج االتجمعيين» و«لا تحقيق لأهداف الثورة دون اعادة حقوق المساجين السياسيين» و«لا للمتاجرة بقضية المساجين السياسيين» و«لا يستحق الحياة من لا يدافع عن كرامته» و«يا حكومة يا تأسيسي التطهير هدفنا الرئيسي».