يمثل التهريب والانتصاب في الأسواق الموازية.. وما يعرف بالاقتصاد «اللارسمي» ما يتراوح ين 37 و55٪ من النشاط الاقتصادي لعديد الجهات ببلادنا خصوصا في الجهات الحدودية والداخلية لذلك يتمّ العمل حاليا على تحويل هذه الأنشطة الى مهن رسمية وذلك من خلال عدة برامج ودراسات. هذا ما ذكره وزير التنمية الجهوية والتخطيط السيد جمال الدين الغربي خلال لقاء إعلامي أمس على هامش لقائه بوزيرة التنمية الاقتصادية ببلغاريا التابعة لألمانيا. وأضاف أن الوزارة قدمت عدة مشاريع ملموسة قصد الحصول على تمويل وتعاون فني لإنجازها الى الوفد الألماني ويتمّ حاليا النقاش حول هذه المشاريع قبل إمضاء اتفاقية في الغرض وانطلاق الأشغال. الجهات الحدودية
ومن هذه المشاريع المقترحة تمّ إنجاز دراسة حول تنمية المناطق الحدودية وتحويلها من عائق للتنمية الى مصدر للثروة، وذلك بفضل بعث مناطق للتبادل الحرّ من غار الدماء الى الجنوب التونسي.
وأضاف الوزير أن أغلب خطوط التمويل الخارجي تنفق في التعاون الفني ولا توجد استثمارات ملموسة لذلك تمّ تقديم مشاريع للوفد الألماني منها ربط 1400 عائلة بالماء الصالح للشراب بكلفة مقدّرة ب4 ملايين دينار، وتحسين ظروف مئات الأحياء الشعبية بكلفة قدّرت ب250 مليون دينار وربط المسالك الريفية وتوسيع مسالك التطهير لنحو 800 عائلة ب7.5 ملايين دينار. احصائيات
وأضاف الوزير أنه يتمّ حاليا إعداد تقرير حول التنمية الجهوية يتضمّن إحصائيات حول كل معتمدية يتضمّن مكتسباتها في كل المجالات، وذلك قصد نقل الشغل الى كل منزل ريفي وذلك بفضل إحداث تمويلات صغرى لتنشيط المهن والحرف والصناعات التقليدية وتنمية الموارد المتوفرة في الجهات للحدّ من النزوح للمدن الكبرى قصد البحث عن عمل. وتحويل المنتوجات والموارد الى قيمة مضافة على غرار التين الشوكي (الهندي) بدل بيعه على حاله يمكن تحويله الى ثروة عبر إدراجه ضمن المنتوجات الصيدلية.. كذلك يمكن تحويل الرخام الذي يتمّ تصديره خام حاليا الى صناعة التجهيزات الصحية (في غرف الاستحمام..). إهدار خيراتنا
ولاحظ الوزير أننا بصد إهدار خيرات جهاتنا نظرا الى غياب صناعة المعرفة، وانتقد بشدة التكوين الذي يوفره النظام التربوي ببلادنا والذي جعل 82٪ من خرّيجي الجامعات ينتمون الى مجالات ذات تشغيلية ضعيفة وليست لها علاقة بصناعة المعرفة أو بخيراتنا.. ودعا الى ثورة في النظام التعليمي للقضاء على البطالة وتثمين ثروات الجهات. 900 ألف «باتيندا»
وتطرّق الوزير الى ضرورة الاهتمام بالمشاريع والمهن الصغرى ملاحظا أن بلادنا تضم حاليا 900 ألف «باتيندا» لو يتم تكوين أصحابها وتوفير الاعتمادات لمكّنت بلادنا من مواطن شغل جديدة، كذلك اعتبر أن الصناعات التقليدية يمكنها تشغيل عديد من اليد العاملة بالجهات والسياحة البديلة والثروات الكثيرة منها التي توفّر أكثر من 100 منبع مياه استشفائية جلّها غير مستغلّة. سؤال «الشروق» 400 مشروع معطّل !
سألنا وزير التنمية الجهوية عن مدى تقدّم المشاريع في الجهات خاصة وأن المواطنين ملّوا الوعود وينتظرون الإنجازات، فأجاب بأنه يتمّ أسبوعيا تنظيم لقاءات لدفع إنجاز المشاريع التي انطلقت في عدّة جهات وليست مجرّد وعود ويمكن متابعة إنجازها من خلال موقع «واب» الوزارة، كما لاحظ أن إنجاز المشاريع العمومية يستغرق مراحل متعدّدة لإتمام الاجراءات من دراسات فنية وكراس شروط وإجراءات إدارية لذلك فهناك من المشاريع ما انطلق إنجازه ومنها ما هو بصدد إتمام المراحل اللازمة، لكن هناك مشاريع تعطّلت لأسباب مادية أو لرفض الأهالي أو لمشاكل عقارية، وفي إطار متصل علمنا من أحد مديري الوزارة أن لجنة بصلب الوزارة تنظر حاليا في نحو 400 مشروع معطّل لدفعه من جملة المشاريع المقدمة.