نفى الوزير المستشار السابق برئاسة الجمهورية عبد الوهاب عبد ا& أن يكون شارك في استغلال وظيفه أو أن يكون المسؤول عن تردي أوضاع الاعلام في تونس معتبرا ان بن علي كان عاجزا عن النطق بسلاسة وأنه أقاله مرتين احداهما بسبب ومضة بها زوجته في لباس (محزوق). وذلك من خلال تصريحاته لدى قلم التحقيق بابتدائية تونس حيث تم حفظ تهمة المشاركة في استيلاء موظف عمومي أو شبه على أموال عمومية في حقه لعدم توفر الأركان القانونية وحفظ تهمة استغلال شخص ما له من نفوذ أو روابط حقيقية أو وهمية لدى موظف عمومي كما تم رفض مطلب الافراج في حقه بعد أن وجهت له الدائرة المختصة تهمة المشاركة في مخالفة موظف عمومي للتراتيب المنطبقة على ما كلف به بمقتضى وظيفه طبق أحكام الفصول 32، 82، 96 و98 من المجلة الجزائية.
لم أتدخل
وجاء في تصريحات الوزير السابق أنه لم يشارك ولم يستغل صفته في عمليات ابرام الصفقات بمؤسسة التلفزة التونسية وقبلها الوكالة الوطنية للنهوض بالقطاع السمعي البصري في معاملاتها مع شركة «كاكتوس» للانتاج مؤكدا انه لم يتدخل لدى اي مسؤول من المسؤولين الذين تعاقبوا على مؤسسة الاذاعة والتلفزة التونسية في هذا الخصوص وفي غيره من الميادين الأخرى.
مضيفا ان ارتباطه بقطاع الاعلام كان نتيجة لمسيرته المهنية ذلك انه كان باشر التدريس منذ سنة 1972 بكلية الحقوق والعلوم السياسية بتونس ثم بمعهد الصحافة وعلوم الاخبار منذ 74 الى غاية سبتمبر 1987 تاريخ تعيينه كوزير للاعلام وأنه كلّف في الأثناء بمهام رئيس ديوان وزير الاعلام السابق الشاذلي القليبي (1978) كما اضطلع بمهام رئيس مدير عام شركة لابراس من سنة 1979 الى غاية 1986 تاريخ تعيينه كرئيس مدير عام لوكالة تونس افريقيا للانباء وهي مسيرة جعلته على ارتباط وثيق بقطاع الاعلام والمؤسسات الناشطة في هذا المجال قاصدا بذلك الصحافة المكتوبة.
إقالة وعودة
وأفاد الوزير الاسبق في تصريحاته انه بتاريخ 10 سبتمبر 1987 تم تكليفه بمهمة وزير للاعلام وهي مهمة اضطلع بها الى شهر جويلية 1988 تاريخ اقالته من مهامه بناء على تقرير لجنة خاصة احدثها (بن علي) لدراسة وضع الاعلام وبلورة تصوّرات النهوض به وتم تعيينه سفيرا لتونس لبريطانيا العظمى وهي خطة شغلها حتى أواخر 1990 تاريخ تعيينه كوزير مستشار برئاسة الجمهورية وناطق رسمي لرئاسة الجمهورية وهي خطة شغلها الى موفى 2003 تاريخ إقالته منها من طرف الرئيس السابق وتعيين عبد العزيز بن ضياء كناطق رسمي خلفا له. وكان ذلك على خلفية غضب الرئيس منه بسبب (حادثة) وبقي شهرا بمنزله قبل ان تعاد له صفة وزير مستشار بالرئاسة مع تهميشه وذلك بعدم اسناد اي خطة محددة له وتواصل ذلك الى حدود ماي 2005 تاريخ تعيينه كوزير للشؤون الخارجية وهي الخطة التي شغلها الى غاية 11 جانفي 2011.
إقالة بسبب لباس (ليلى بن علي)
وصرّح الوزير السابق عبد الوهاب عبد الله اسرار إقالته من منصب وزير مستشار مكلف بالاعلام ناطق رسمي باسم رئاسة الجمهورية سنة 2003 بسبب بث صورة لم تتجاوز 3 ثوان ظهرت فيها (ليلى بن علي) في لباس (محزوق) بمناسبة بث تسجيل مركب لخطاب (7 نوفمبر 2003) وهو ما أثار غضب بن علي الذي لم يغفر له هذه الجزئية والتي تمّ تمريرها دون أن يتفطّن لها ملاحظا أن بن علي لم يكن قادرا على النطق بصفة سليمة وكان من المستحيل تسجيل كلمة واحدة له دفعة واحدة دون اللجوء الى عملية التركيب وقد كانت من مهامه الاشراف على الطاقم الفني الذي يتولى التصوير والتركيب المتمثل في تحديد الجمل الصوتية المنطوق بها، بصفة سليمة بعد عدة محاولات من خلال تجميعها مع الحرص على تغطية ما يترتب عن ذلك بها من انقطاع للصورة.
لست مسؤولا عن تردّي الاعلام
وصرّح الوزير السابق عبد الوهاب عبد اللّه أنه وقبل مواصلة إجابته عن الأسئلة فإنه يرغب في توضيح بيان طبيعة علاقته التي كانت تربطه بالاعلام وبالقطاع ككل مشيرا الى كونه شاع بين العموم أنه المسؤول المباشر والوحيد عن تردّي وضعية هذا القطاع وخاصة ما كان يشهده من تضييق على حرية التعبير وكذلك التدخل في جميع أوجه سير العمل في المؤسسات المرتبطة بهذا القطاع والحقيقة أنه وعلى خلاف ذلك فقد كان الرئيس السابق دكتاتورا بطبعه ويتدخل بنفسه في كل صغيرة وكبيرة في جميع القطاعات بما في ذلك قطاع الاعلام من ذلك أنه وبالنسبة الى مؤسسة التلفزة فقد كان تحديد شبكة البرامج يتم تحت إشرافه المباشر.
بن علي يعيّن المنشطين ويقيلهم
مضيفا أن الرئيس السابق هو نفسه الذي كان يؤشر بخط يده على الجزئيات كترتيب الأنباء عند القائها بالنشرة اذ لا يتم التطرق في مفتتحها الى حدث عالمي هام جدا الا بإذنه كما انه كان يتدخل مباشرة في تعيين المنشطين والمنشطات وفي إقالتهم.
شبكة مخبرين
وأضاف الوزير السابق في تصريحاته المسجلة عليه لدى عميد التحقيق ان بن علي لم يكن يعتمد عليه بل كان يعتمد في تسيير الاعلام على ما يرد عليه مباشرة من اعلامات صادرة عن شبكة مخبرين متواجدة صلب المؤسسة الاعلامية.
حضور برنامج 13 جانفي شهّروا بي
وعن علاقته بصهر الرئيس السابق بلحسن الطرابلسي شريك سامي الفهري في شركة «كاكتوس» ذكر أنها علاقة عادية حيث كان يلتقيه في بعض المناسبات بقصر قرطاج ولم يطلب منه هذا الاخير في اي مناسبة التدخل لفائدة الشركة في تعاملها مع التلفزة بل انه يعتبر ان بلحسن الطرابلسي هو من وراء بث برنامج ليلة 13 جانفي 2011 والذي تمت فيه دعوة عديد الاشخاص ممن تعمدوا التشهير بشخصه وتحميله مسؤولية التجاوزات والاخلالات الاعلامية والحال انه غادر القطاع منذ 2003.
أنا بريء
وأكد الوزير السابق انه يعتبر نفسه بريئا من الاتهام المنسوب اليه. وأن اقحامه في هذا الموضوع غير مستند لأي أساس مادي وهو مبني على ما أشيع حول شخصه من كونه مصدر جميع التجاوزات والاخلالات المتصلة بميدان الاعلام وهي إشاعة عمّقها خطاب بن علي يوم 13 جانفي وعبارته الشهيرة «غلطوني» والحال أنه هو نفسه كان يمسك بجميع تفاصيل كل القطاعات.
بن علي يغيّر عناوين البرامج
«اطلعت عليه مع الموافقة المبدئية»، هكذا خط بن علي الرئيس السابق إمضاءه على «مشروع كراس شروط لتنفيذ انتاج برنامج كلام الناس».. مقترحا تغيير العنوان الذي لم يعجبه وأشار عبد الوهاب عبد الله الوزير السابق إلى أن هذه الوثيقة هي الوحيدة التي مرت بين يديه في ظروف استثنائية رجحها لعدم تواجد (عبد العزيز بن ضياء) بمكتبه إذ أنها من مشمولات هذا الأخير باعتباره وزير الدولة المستشار الخاص والناطق باسم رئاسة الجمهورية.
تعيينات إعلامية
ان من خلفه برئاسة الجمهورية في خطة وزير مستشار مكلف بالاعلام السيد الهادي مهني قد اتصل به في غضون شهر جوان 2009 وأعلمه باعتزام رئيس الدولة إجراء حركة في بعض الخطط الإعلامية وهي المركز الافريقي لتدريب الصحافيين والاتصاليين ومعهد الصحافة وجريدة «لابراس» ومؤسسة التلفزة وأن بعض الأسماء مقترحة لشغل تلك المناصب وهي كل من محمد الفهري شلبي ومنصور مهني ومحمد قنطارة وامرأة لا يذكر هويتها تحديدا وهي تشغل حاليا خطة مديرة معهد الصحافة ذاكرا له بأنه يريد أن يستنير برأيه في خصوص هذه الأسماء المقترحة، عندها وبحكم عدم معرفته بمحمد الفهري شلبي باعتبار عدم تعامله معه سابقا، قام بالاسترشاد عنه لدى عبد الحفيظ الهرقام كاتب الدولة للشؤون الخارجية ومحمد بن عز الدين مدير الاعلام بالوزارة وقد كان رأي الأول ايجابيا جدا فيما كان رأي الثاني متحفظا بعض الشيء ورغما عن ذلك اقتنع برأي عبد الحفيظ الهرقام الذي شغل خطة مدير عام للإذاعة والتلفزة التونسية لمدة سبع سنوات واتصل هاتفيا بمحمد الفهري شلبي ليتبين مدى استعداده لتحمل مسؤولية جديدة وترك منصبه كمدير للمركز الافريقي لتدريب الصحافيين والاتصاليين واتضح له بأنه كان متجاوبا مع هذا المقترح وهي مساع تولى تبليغها إلى الهادي مهني وانتهى الأمر بالنسبة له عند هذا الحد.
انه ومنذ تعيين محمد الفهري شلبي كرئيس مدير عام لمؤسسة التلفزة التونسية تولى هذا الأخير الاتصال به في بعض المناسبات التي لا يذكرها وكان ذلك خاصة في بداية ترؤسه للمؤسسة المذكورة لطلب النصح وكان دائما يشير عليه بتطبيق تعليمات وزير الاشراف.