شيّع أهالي غار الدماء قبل ايام جثمان عجوز بعد يوم من تشييع جنازة حفيدها. ويبدو أن الهالكة لم تتحمل خبر هلاك قرة عينها فاستقبلت جثته (قبل دفنها) بالزغاريد ولم تنفكّ عن ذلك حتى سقطت أرضا وأسلمت روحها. وكان الحفيد الضحية وهو تلميذ يبلغ من العمر 19 سنة ويقطن بتونس العاصمة حيث يعمل والده. قد حلّ في أوائل شهر ديسمبر بمدينة غار الدماء (مسقط رأسه) لاستخراج بعض الوثائق الادارية التي يحتاجها ومكث بمنزل جدّه. ثم اجتمع باثنين من أصدقائه فجالسهما على مرتفع من حافة واد كان منسوب مياهه مرتفعا بسبب الامطار الغزيرة التي تهاطلت يومي 12 و13 ديسمبر وأثناء ذلك وقع في الوادي وهنا يكمن الغموض فهل زلت قدم الشاب أم وقع دفعه وقد أعلمت عائلة الضحية اعوان الأمن باختفاء ابنها فشرعوا في البحث عنه وألقوا القبض على مرافقيه وفي غياب العثور على جثّة الهالك، ظل التحقيق محاطا بالغموض. ثم ظهرت جثّة الهالك قبل ايام على بُعد 6 كيلومترات من مكان الواقعة فتم اعلام السلط الامنية التي تحولت على عين المكان صحبة ممثل النيابة العمومية لمعاينة الجثة قبل عرضها على الطبيب الشرعي بمستشفى شارل نيكول لتحديد أسباب الوفاة وباستنطاق الموقوفين صرحا بجلوسهما على حافة الوادي مع الهالك وبعد اغرائه شاركهما في شرب مادة كحولية فصار على اثرها يرقص ويغني بأعلى صوته ثم انزلقت قدماه فوقع في الوادي. وقد حاول أحدهما انقاذه فيما رفض الثاني خشية تعرضه للهلاك فظل الحفيد في عداد المفقودين حتى ظهرت جثته بعد حوالي شهر. وقد تم الاذن بدفن الجثة بعد عرضها على الطب ا لشرعي ولكن قبل التحول بها الى المقبرة شرعت الجدّة في الزغاريد. ولم تتوقف عن ذلك حتى سقطت على الارض وتبين في ما بعد انها فارقت الحياة. وهكذا ماتت الجدّة بحسرتها على حفيدها فتم دفنها بعد يوم من دفنه.