تعتبر الشركة الوطنية للنقل بين المدن SNTRI من أبرز الشركات المتخصصة في نقل المسافرين ببلادنا باعتبار انها تغطي كافة أنحاء الجمهورية ليلا نهارا على مدار 24 ساعة دون انقطاع بمعدل سفرة كل ساعة تقريبا. هذا المجهود ما كان ليوجد لولا فريق متكامل من موظفين وعملة وتقنيين وسائقين ومرافقين ومراقبين ورؤساء الوكالات المنتشرة بكامل تراب الجمهورية وعلى رأسهم مدير عام مشهود له بكفاءته العالية من قبل من يعملون معه وبشهادة حتى الجهات النقابية بهذه الشركة.
لكن ورغم هذه المجهودات الجبارة التي بذلتها الشركة حتى في الايام العصيبة اذ انها الشركة الوحيدة التي ظلت تؤمن سفراتها دون انقطاع أيام الثورة بما في ذلك الليلة الفاصلة بين 13 و14 جانفي 2011 الا ان الاسطول يشهد تراجعا من حيث سلامته ولهذا الغرض اتجهت «الشروق» الى مقر الادارة العامة وهناك تحدثت الى الرئيس المدير العام السيد لطفي محيسن من ناحية والى ممثل النقابة السيد الهادي الكريفي ودار الحديث حول الاسطول واسباب تراجعه وعن آفاق خط تونسالقصرين هذا الخط الحيوي الذي يؤمن 4 ولايات وهي تونس بن عروس زغوانسليانةالقصرين بل ويتواصل في بعض السفرات الى ولايات الجنوب التونسي وبالأساس قفصة وتوزر، السيد محيسن لم يفوت الفرصة لكي يوجه تحية شكر وتقدير لجريدة «الشروق» من خلال نقدها البناء حيث تعرضنا سابقا الى سوء حالة الحافلات التي تشتغل على خط تونس – القصرين عبر مكثر ولكنه برر سوء حالة بعض الحافلات الى صفقة كانت أبرمتها الشركة مع شركة مزودة مكنتهم من حوالي 62 حافلة لا تستجيب للمواصفات المطلوبة مما دفعهم الى تدارك الامر والاتجاه الى شركة أخرى مزودة وهنا السؤال المطروح من المسؤول على هذا التهاون والفساد ولماذا لم يحاسب؟ ويذكر أن 77 حافلة من جملة 180 معطبة الآن وذلك نتيجة عدم توفر قطع الغيار أو نتيجة الاعتداءات التي تتعرض لها الحافلات في الطريق من قبل المواطنين حيث تعرضت العديد من الحافلات الى تهشيم لبلورها وهو باهظ التكاليف مما يصعب تعويضه بسهولة وهو بهذه المناسبة يوجه نداء الى المواطنين بالمحافظة على سلامة الحافلات لأنها في النهاية في خدمة المواطن كما أكد محدثنا أن الشركة لا تتعامل بسياسة المكيالين ولكن توزيع الحافلات يخضع لشروط تقنية بحتة أي أن توجيه حافلات جديدة الى المناطق البعيدة مرده الخوف من امكانية حصول عطب بها في الخلاء ولكن يبدو أن هذا الشرط يهم ولايات معينة دون أخرى فالقصرين تبعد عن تونس قرابة 300 كيلومتر ولا أظنها مسافة قصيرة الا اذا اراد المسؤولون ذلك وهنا يبرز لنا تناقض خطاب محدثنا الذي أضاف متحدثا عن خط تونس – القصرين عبر مكثر ملاحظا أنه خط نموذجي بالنسبة للشركة نظرا لحيويته ومردوديته ولكن يبدو أن هذه المردودية والمداخيل لم تشفع لهذا الخط بأن يتمتع بحافلة جيدة ملاحظا أن هدف 800 موظف وعامل وسائق ومرافق ومراقب هو خدمة الحريف أينما كان ومهما كان وأضاف ان الشركة تجاوزت بخدماتها الوطن لتصل الى الشقيقة ليبيا من خلال خط تونس – طرابلس وهي الشركة الوحيدة التي تجاوزت الحدود.
تجديد الاسطول في القريب العاجل وحظ خط القصرين وفير
إجابة عن سؤالنا حول تجديد الاسطول لاحظ السيد الهادي الكريفي الكاتب العام للنقابة الاساسية للاستغلال أن الشركة ستقتني 79 حافلة جديدة من شركة مزودة معروفة عالميا في اطار تدعيم اسطولها لتجاوز الصعوبات التي تسببت لها فيها الشركة المزودة القديمة وهي حافلات من أعلى طراز مجهزة بأحدث المكيفات على دفعتين أولى 24 حافلة تم اقتناؤها في انتظار وصولها والبقية في وقت قريب وسيكون نصيب القصرين من الدفعة الاولى ثلاث حافلات اثنان لخط فريانةتونس واخرى لخط تالةتونس في انتظار حصولها على نصيبها ايضا من الدفعة الثانية على غرار بقية الخطوط الاخرى وأضاف ان الشركة تتحمل اعباء هذه المقتنيات باعتبار انها لا تتمتع بدعم من الدولة على غرار بقية الشركات كما لاحظ ان شركتهم تحاول الارتقاء الى مصاف الشركات العالمية العملاقة من خلال احترامها للمواصفات الدولية وهي الشركة الوحيدة التي تخضع سائقيها الى دورات تكوينية على حسابها الخاص وهذا كله من أجل الحريف وطالب بالمناسبة المواطنين بالمحافظة على الحافلات وعدم التعرض لها بسوء لأنها ملك لهم في نهاية المطاف وعبر عن استيائه من تعرض الحافلات الى التهشيم المتكرر في أكثر من منطقة من تراب الجمهورية وتعرض السائقين الى العنف من قبل بعض الحرفاء طالبا الحريف بالتعامل الحضاري مع الشركة المطالبة هي الأخرى بتوفير أرقى الخدمات له والسهر على راحته.