انطلق مؤخرا موسم التخفيضات الصيفية أو ما يعبر عنه بالصولد ليتواصل إلى يوم 7 أكتوبر القادم وهو يمثل فرصة للأسر لاقتناء حاجياتها من الملابس خاصة مع حلول الموسم الدراسي الجديد. ولاستجلاء آراء البعض من أصحاب المحلات التجارية والحرفاء «الشروق» قامت بالنقل التالي: مكتب نابل - الشروق فبالرغم من تتالي المناسبات الدينية والتي يرافقها عادة ارتفاع لوتيرة الاستهلاك والإنفاق خاصة في فصل الصيف وشهر رمضان المعظم وعيد الفطر المبارك إلا أننا لاحظنا إقبالا محترما ومكثفا أحيانا على بعض المحلات التجارية المتخصصة في بيع الملابس الجاهزة والأحذية. أسئلة وهواجس وانتظارات تبادر أذهان التاجر والمستهلك على حد السواء، فالبائع ينتظر بفارغ الصبر مثل هذه المناسبات التي تسمح له بتدارك فترة الركود التجاري الذي يعاني منه لأشهر عديدة فيما يبقى الحريف متأرجحا بين معادلتي السعر والجودة. شدّ انتباهنا وجود حركية كبيرة داخل أحد المحلات التجارية لبيع الملابس الجاهزة فولجنا داخله حيث غصّ بحرفاء يتهافتون على السلع، سألنا احدى النسوة تدعى «منية» والتي كان برفقتها ابنتها وابنها اللذان يدرسان بالمرحلة الابتدائية عن موسم التخفيضات فبادرتنا بتنهيدة عميقة وعلى محياها علامات التعب والإجهاد «ما باليد حيلة فلس لي من خيار آخر، العودة المدرسية على الأبواب وليس لي متسع من الوقت لاقتناء حاجيات الأبناء من ملابس وأدوات مدرسية، فالحقيقة أن السعر هو الذي يهمني في المقام الأول وتبقى الجودة شيئا ثانويا بالنسبة لي لأنه عادة لا تجد سلعا جيدة بأسعار بخسة، وأنا لا أخفيك سرا فإني أحاول قدر المستطاع أن ألبي جميع احتياجات أبنائي بأقل التكاليف سيما وان لي بنت تدرس بالجامعة فميزانية العائلة «على قدّها»».أمام محل آخر لبيع الأحذية والحقائب اليدوية النسائية لمحنا شابتين تجولان ببصرهما على المعروضات من خلف الواجهات البلورية للمحل فبادرناهما بالسؤال عمّا إذا وجدتا ما تصبوان إليه، إذ تقول «صابرين» «أنا وصديقتي نجحنا في الباكالوريا وننتظر بفارغ الصبر أول سنة جامعية لنا لذلك فإننا نريد أن نستعد لها على جميع الأصعدة من ذلك شراء الملابس والأحذية»، لكن تستدرك بالقول «لقد أصبت بخيبة أمل ذلك أني كنت آمل أن يتم عرض سلع جديدة وبأسعار مناسبة لكن التجار يستغلون هذه المناسبة للتخلص من السلع القديمة بأسعار يجدها المواطن في المتناول، لذلك فأنا مجبرة على القيام بجولة في أغلب المحلات لكي أجد ضالتي». «مجدي بن عيسى» شاب يدرس بإحدى الكليات بتونس العاصمة رأيه كان عكس ما ذهبت إليه «صابرين» حيث يقول «أنا عملت بجدّ خلال الصيف في الميدان السياحي بصفة موسمية لكي أوفر مصاريف العودة الجامعية، حيث لم أجد صعوبة كبرى في اختيار وإيجاد ما أبحث عنه خاصة وأن السلع متوفرة وبأسعار أراها في متناول أغلب المواطنين».في الجهة المقابلة أردنا معرفة آراء بعض أصحاب المحلات التجارية حيث يقول «اسكندر زغدودي» «الحمد لله أن الإقبال هذه السنة كان جيدا على جميع الأصعدة مقارنة بالمواسم الفارطة بالرغم من أن الحريف قد تغير سلوكه نحو الأسوإ حيث لا يتوانى في إهانة أصحاب المحلات والعاملين فيها» وهو ما ذهب إليه كذلك «أنيس قنّر» وهو صاحب محل لبيع الملابس الجاهزة الذي رأى بدوره تحسنا ملحوظا في الإقبال خاصة وان السلع متوفرة هذه السنة وبكميات كبيرة ويأمل أن يتواصل هذا الإقبال إلى آخر فترة التخفيضات الذي يرجو كذلك أن يتم التمديد فيها إلى ما بعد 7 أكتوبر حتى يستفيد كل من التاجر والحريف. في المقابل يرى «فوزي برينيس» مسؤول بأحد المحلات التجارية أن الإقبال هذه السنة تراجع عن السنوات السابقة ويفسر ذلك بالوضع الاقتصادي الصعب للبلاد والذي أثّر بدوره على المقدرة الشرائية للمواطن بالرغم من أن الأسعار المقدمة في متناول أغلب المستهلكين. «أحمد وجيه بن تاج» صاحب محل لبيع الملابس الجاهزة ذهب إلى أكثر من ذلك حيث أكد أن الإقبال في العهد السابق كان أحسن بكثير والحريف كان يقبل على الشراء لتوفر عنصر الثقة بينه وبين التاجر، ويرى أن الانفلات على مستوى الأسعار والشك في مصداقيتها وصحة التخفيضات المقدمة جعل الحريف يشعر أن التاجر يستخف به ويستهزئ منه، كما ذكر أن الانتصاب الفوضوي مثّل الدابة السوداء التي يعاني منها أصحاب المحلات التجارية الذين يدفعون الضرائب للدولة بالإضافة إلى معاليم الكراء المشطة.