ما انفكت بوادر الاختلاف تتدعم بين حزب حركة النهضة وحزب المؤتمر من اجل الجمهورية من خلال عديد المواقف والتصريحات رغم تقليل قيادات الحزبين من اهميتها على غرار التصريحات القوية للسيدة سامية عبو حول مسيرة الجمعة الماضي. صرحت السيدة سامية عبو نائبة المجلس التأسيسي عن حزب المؤتمر من اجل الجمهورية ان دعوة الحكومة انصارها الى التظاهر مسرحية كوميدية باعتبار ان المجلس التاسيسي هو السلطة العليا في البلاد كما اعتبرت مشاركة نواب التاسيسي في المظاهرة اهانة للمجلس وللسطة العليا في البلاد.
اختلاف غير جذري
وللوقوف على حقيقة هذه التصريحات اتصلنا بالناطق الرسمي لحزب المؤتمر من اجل الجمهورية السيد الهادي بن عباس الذي قال «ما قالته السيدة سامية عبو هو تعبير عن موقفها الشخصي باعتبار انها ليست قيادية في الحزب» مضيفا ان الاختلاف مع تصريحاتها غير جذري من خلال دعوتها لعدم المشاركة في المظاهرة وانما استعمالها لبعض الالفاظ يبقى خاصا بها وملزما لها.
اما عن الموقف الرسمي للحزب فأضاف بن عباس « عبرنا عن موقفنا من خلال بيان توضيحي يؤكد اصرارنا على الاصلاح والتسريع في نسقه غير اننا لا نرى واجبا للمشاركة في مثل هذه المظاهرة لتفادي توظيفها سياسيا وحزبيا». كما بين الناطق الرسمي ان المؤتمر من اجل الجمهورية كان ولا يزال من اول الداعين للاصلاح على غرار ما جاء في خطاب الرئيس الذي تبناه المؤتمر الاخير للحزب بكامله.
لا للتوظيف السياسي
الهادي بن عباس شدد على ضرورة عدم التوظيف السياسي لهذه التحركات باعتباران عملية الاصلاح جوهرية ولا تتطلب ان نتظاهر من اجلها فهو مسالة مبدئية قائلا «قمنا بمطالب لتسريع نسق الاصلاح سواء داخل الترويكا او من خلال عديد المواقف الاخرى».
وحول مدى تأثير تصريحات سامية عبو من جديد على العلاقة مع النهضة قال بن عباس «ليس هناك خلاف جديد مع النهضة بل نحن ندعو جميعا لتسريع النسق الاصلاحي وهو موقفنا الثابت منذ البداية».