بعد انقطاع عن الكتابة بل عن النشر دام عشر سنوات اصدر الشاعر عبد الفتاح حمودة مجموعته الشعرية الجديدة «نزولا عند رغبة المطر» عن منشورات كارم الشريف. صمم لوحة غلاف المجموعة الفنان التشكيلي حسين مصدق.... عبد الفتاح حمودة انخرط في نشر اعماله منذ حوالي 15 سنة. وأول مجموعة له كانت بعنوان «الصباحات» سنة 96 شفعها ب«آنية الزهر» سنة 98 و«الملكة التي تحبها العصافير» 2002 ثم «أجراس الوردة» في نفس السنة وسنة 2003 أصدر مجموعة «عندما انظر في المرآة لا أفكر» ومجموعة «الفراشات ليلا»... لتأتي مجموعة «نزولا عند رغبة المطر»......
الشاعر عبد الفتاح بن حمودة مدين للصمت لان هذا العالم لا يذعن الا لمن يحسن السير على ايقاع الصمت...» اذا اردت كتابة نص شعري مختلف فاقرأ الصمت». الصمت لا يقرا مجردا بل حتى صخبه يعد مفتاحا لولوج عالمه الذي يضج ازيزا وهديرا وصفيرا وخشخشة....
مفتاح هذه المجموعة تكمن في ال«وصايا» التي تنضح حكمة ...الشاعر يقتات من ألمه وصبره: «اذا اردت أن تكون شاعرا عليك ان تفرق بين ازيز طائرة او سيارة وبين هدير البحر وصفيرالريح وخشخشة اوراق الشجر ...» الشاعر لم يفته ان النص المختلف لا بد له من ذائقة متوثبة تدرك بالفطرة الفارق بين حفيف الاوراق وفحيح الافاعي القادم في صمت الا قليلا.....
في هذه المجموعة لم يكن النزول عند رغبة المطر بل كان ارتقاء بالشعر الى مصاف الاختلاف والتميز..... هذا النص لا يشبه الا صاحبه وان بدت ومضات الحكمة «النفرية» بارزة في الوصايا خاصة وكاننا امام نفس ادونيسي...لكن عبد الفتاح اعلن عن قامة تماثل من سبق بروحه الابية التي تمزج بين الحياء الذي ارتضاه زادا والشاعرية المرهفة التي كانت براقه الذي عبر من خلاله بحور الشعر....