تمحور اللقاء الذي جمع حرفيات ومنتجي الزربية بولاية القيروان مع عدد من ممثلي المصالح الفنية وتحت إشراف الوالي حول الصعوبات التي يعيشها القطاع في مستويات الترويج والتدريب المهني والتزود بالمواد الأولية والتمويل. تعتبر الزربية علامة مسجلة سياحيا وحرفة، لكن هذه القيمة المعتبرة تشكو من عديد الصعوبات. وشهد قطاع الزربية منذ سنوات كسادا في مستوى ترويج المنتوج تضاعف مؤخرا نتيجة انعكاسات تواضع الموسم الفلاحي واستهداف الحرفيات من طرف تجار سوق الربع. حيث تم استغلالهم نظرا الى الكساد الذي يعرفه القطاع. فعمدوا الى تنزيل الاسعار في «الدلالة» ومقابل تدهور اسعار البيع للمنتوج ارتفعت اسعار المواد الاولية مع نقص فادح لدى المزودين. وتزامن ذلك مع تراجع كبير في قروض البنك التونسي للتضامن المسندة للحرفيين خلال فترات الكساد.
وخلال الجلسة تحدثت الحرفيات (مع وجود رجل صاحب ورشة) وقدموا عديد المقترحات ومنها تمكين الحرفيين من فضاء دائم لعرض منتوجاتهم للبيع بجهة القيروان. والتمتع بمجانية المشاركة في عدد من المعارض الوطنية والجهوية لمساعدتهم على ترويج منتوجهم. والدعوة الى تحفيز المؤسسات الخاصة والادارية والسياحية بالجهة إعطاء الافضلية للمنتوجات القيروانية في اطار ميزانية التأثيث الراجعة إليهم بالنظر والسعي الى توفير فضاءات قارة لفائدة صغار الحرفيين و منتوجاتهم بصفة مجانية. كما بات من الضروري البحث في سبل تنظيم السوق و خدمة لمصالحة الحرفيات وذلك بالتنسيق مع البلدية و «دلالة» سوق الربع واعادة بعث شركة «سوكوبا» وهي شركة عمومية كانت تابعة للديوان الوطني للصناعات التقليدية و التي كانت تساهم بقسط كبير في امتصاص جانب محترم من انتاج الحرفيين وبأسعار محترمة (رغم سلبياتها).
حماية الزربية من الاندثار
كما انه في ظل الفراغ الحالي الذي يعيشه القطاع من عدم توفر اي آلية تدعم مجهود التدريب والتكوين الذي يساهم في استقطاب اليد العاملة الجديدة وجب اعادة العمل بالالية 14 او اي ألية اخرى تقوم بنفس المهام من اجل ضمان توفر الحرفيات.
اما في ما يخص التمويل فإنه يتعين دراسة تخصيص صندوق انفاق ظرفي للحرفيين تجنبا لاندثار العديد من الاختصاصات والمؤسسات وذلك بالتنسيق بين سلطة الإشراف ووزارة المالية والدعوة الى بعث صندوق خاص بتمويل مخزونات الحرفيين في سياق قروض موسمية حتى يمكن تجاوز هذه الفترة الحرجة التي يمر بها القطاع و تخصيص صندوق لاسناد الحرفيين منح عند الإنتاج على غرار عديد القطاعات الاخرى وذلك للمساهمة في المحافظة على هذه الاختصاصات من الاندثار.
وقد وعد المسؤولون بمتابعة هذا الملف وأشار المدير الجهوي للصناعات التقليدية لطفي المناعي الى وجود مشروع قرية حرفية بقيمة 600الف دينار لا يزال تحت الدراسة. كما تم اقتراح إعادة احياء مهرجان الزربية وتحسينه.
وتعهدت السلط الجهوية بمزيد العناية بقطاع الزربية. وإثر اللقاء عادت الحرفيات الى ورشاتهن يتفحصن الزرابي المكدسة وهن ينتظرن تفعيل الوعود وايجاد حلول عاجلة للصعوبات التي تعترضهم. فمن يعيد الى الزربية القيروانية دورها الاقتصادي والثقافي ومن ينقذها من الاندثار في ظل ما تشهده من واقع غير سار.