في حسابات برامج الاستثمار العمومي التي أقرتها الحكومة للسنة الحالية 2012 دفعة مهمّة من المشاريع التنموية الجديدة لفائدة متساكني مدينة دوز بوابة الصحراء العريقة التي عاشت عقودا من الاهمال والتجاهل وها هي تأمل في حظها من التنمية بعد الثورة. هذه المشاريع المقدر عددها بنحو30 مشروعا واستثماراتها الجملية بجوالي 70 م.د,جاءت في سياق خطة تنموية ترمي الى النهوض بمدينة دوز وجعلها قطبا جديدا للتنمية، وهي خطة تقوم بالخصوص على استغلال الامكانيات والموارد المتوفرة بالصحراء في مجالات المياه الجوفية العميقة المتوفرة بالصحراء والطاقات البديلة والسياحة الصحراوية والفلاحة والبنية الاساسية وتكثيف المراعي وتحسين الواحات، بما يدفع الحركية التنموية بالمنطقة ويوفر المزيد من مواطن الرزق.
وتجسيما لهذه الخطة سينتفع أبناء معتمدية دوز الشمالية ودوز الجنوبية بداية من العام الجاري بسلسلة من المشاريع الجديدة يؤمل ان تغير وجه مدينة دوز كليا، من ابرزها تطوير المستشفى المحلي الى مستشفى جهوي يضم أقساما للجراحة والأطفال وأقساما عامة ومركزا لتصفية الدم بكلفة جملية تقدر ب: 3.5م.د، وتهيئة الملعب البلدي وتعشيبه وبناء قاعة مغطاة بمبلغ 1.3م.د، وفي مجال التربية والتكوين سيتم بالخصوص احداث معهد ثانوي جديد بالقلعة بقيمة 1.8م.د واعادة هيكلة مركز التكوين والتدريب المهني بدوز بكلفة 4 م.د ليصبح مركزا متعدد الاختصاصات، كما ينتظر أن تتحسن نوعية مياه الشرب بمدينة دوز بعد معاناة طويلة للمتساكنين من خلال رصد 6.8 م.د لهذا القطاع، وستشهد منطقة العوينة إنجاز مشروع هام للتهذيب والتعصير بكلفة 3.3 م.د، وذلك فضلا عن تهيئة منطقتين صناعيتين بكل من دوز والقلعة بمبلغ 5 م.د، واحداث منطقة سياحية جديدة بدوز الشمالية مساحتها 20 هك أضخم مشروع أجنبي
وبالتوازي مع هذه المشاريع، سيستفيد متساكنوبوابة الصحراء من مشروع «تونور» لاحداث محطة لانتاج الكهرباء باستعمال الطاقة الشمسية وتصديره باتجاه أوروبا الذي سيتم انجازه برجيم معتوق في نطاق شراكة تونسية انقليزية.
ويعد هذا المشروع الذي ستمتد فترة انجازه من 2014 الى 2020 على مساحة 10 الاف هك اضخم مشروع اجنبي في بلادنا واكبر استثمار في تونس, حيث تقدر استثماراته الجملية بنحو 20 مليار دينار تونسي (20 الف م.د ) وهو ما يمثل 80% من ميزانية الدولة لهذا العام.
وستكون لهذا المشروع انعكاسات ايجابية على الاقتصاد الوطني وامتصاص البطالة, اذ يؤمل ان يوفر 20 الف موطن شغل غير مباشر و1500 موطن شغل مباشر, كما سيساهم مساهمة فاعلة في تنمية جهة قبلي ومناطق الجنوب على المدى المتوسط والبعيد.
وبالرغم من أهمية هذه المشاريع في توفير مواطن شغل, وتطوير التجهيزات الأساسية والجماعية, فان أهالي دوز في حاجة الى مزيد المشاريع الفلاحية, لأن المنطقة كانت ولا تزال ذات طابع فلاحي, فالواحة القديمة هرمت وتقلص انتاجها بعد ان انقضى عليها قرن من الزمن, وهي تتطلع اليوم الى عملية استصلاح شاملة, كما ان هذه الربوع لم تشهد احداث اي مساحة سقوية عمومية جديدة منذ 17 سنة.
ويأمل الفلاحون أيضا في دعم الدولة في مجال ردم الواحات, على غرار الاقتصاد في مياه الري نظرا لأهمية هذه العملية في تطوير وتحسين الانتاج, وتعميم الامتيازات الفلاحية لتشمل الواحات الخاصة .