تم خلال المنتدى الدولي حول "تمويل المشاريع التنموية في تونسالجديدة" عرض أكثر من 100 مشروع في القطاع العمومي،تقدر قيمتها بحوالي 8 مليار دولار،على كبار المانحين والممولين مثل البنك الإفريقي للتنمية والبنك العالمي والبنك الإسلامي للتنمية وكذلك البنك الأوروبي للاستثمار. وتتصل هذه المشاريع بكل جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية و في كل الولايات تقريبا من بنية تحتية تتعلق بالطرقات والمؤسسات التربوية والمؤسسات الصحية والصناعية والسياحية، ومناطق لوجستية. ومن بين المائة مشروع يوجد حوالي 50 مشروعا كبيرا تحتاج إلى تمويلات إلى خارجية، من هبات و قروض تقدر قيمتها ب 6.5 مليار دولار. يمتد انجاز المشاريع الكبرى على عشر سنوات، ستمكن من توفير 600 ألف موطن شغل، وقد انتهت الدراسات بالنسبة لأكثر من 50 بالمائة منها. و في ما يلي تفاصيل حول البعض منها. مشاريع متنوعة في المجال الصناعي على مستوى الثروات الطبيعية من المنتظر أن يتم إنجاز: مشروع استخراج وتحويل واستغلال الفسفاط بسراورتان الذي يقع على مسافة 40 كم جنوب مدينة الكاف ويهدف إلى استغلال مدخرات المنطقة المقدرة بحوالي 4 مليار طن من الفسفاط الخام،وتقدر كلفته بحوالي 3 مليار دولار منها 500 م د على ميزانية الدولة لتهيئة وتوفير البنية الأساسية. وتتمثل مكوناته في تحويل 250 طن من الفسفاط التجاري، واستخراج حوالي 13 م طن من الفسفاط الخام سنويا. إلى جانب مشروع استغلال الفسفاط بتوزر، سيكون موقعه بالجنوب الغربي للحوض المنجمي بقفصة على بعد 12 كم من مدينة توزر وتقدر كلفته ب 1500 م د. مشروع مخطط لإنتاج الكهرباء بالهوارية ويهدف إلى إدماج قدرة إنتاج لا تقل عن 100 ميغاواط متأتية من الطاقات المتجددة بالمحطة. ويتكون من ربط كهربائي بطاقة 1000 ميغاواط بين تونس وايطاليا، ومحطة لتوليد الكهرباء بقدرة 1200 ميغاواط منها 400 موجهة للسوق التونسية وتصدر البقية إلى ايطاليا وتتراوح الكلفة بين 3000 و 4000 م د. مشروع مصفاة الصخيرة ووحدة لتكرير النفط وتتراوح كلفته بين 2500 و 3000 م دولار على مساحة 200 هك، ويهدف إلى تنمية الموارد في مجال صناعات تكرير النفط وسهولة في عمليات التزود بالمنتوجات النفطية، إلى جانب الاستغلال الأمثل لطاقات الخزن وللتجهيزات المتوفرة لدى شركة النقل بالأنابيب عبر الصحراء بالصخيرة، وكذلك تشغيل اليد العاملة التونسية المختصة. في مجال تكرير النفط بتوفير ألف موطن شغل نصفها قار. و يتكون المشروع من إنجاز مصفاة بطاقة تكرير لا تقل عن 2.4 مليون طن سنويا و قابلة للتوسيع،مع إحداث وحدات التكرير والخزن والتجهيزات اللازمة وتوفير مادة البنزين الخالي من الرصاص وبترول الإنارة وغاز البترول المسيل فيول وغازوال وكيروزان الطيران. مشاريع طاقية وتضم قائمة المشاريع أيضا إنجاز 40 مشروعا بين طاقة شمسية وطاقة رياح ونجاعة طاقية و الربط الكهربائي مع ايطاليا و تركيز اللاقطات الشمسية. سيمكن المخطط الشمسي من تحقيق اقتصاد إضافي في الطاقة يقدر ب 660 كيلو طن مكافئ نفط، عبر إحداث محطة شمسية لإنتاج الكهرباء بالجنوبالتونسي على 7 سنوات، وإنتاج الكهرباء من طاقة الرياح، وإحداث محطة مزدوجة لإنتاج الكهرباء شمس غاز بكلفة تقدر ب 97 م د، ومشروع شمس نفطة للطاقات البديلة لاستغلال الطاقة الشمسية المتوفرة بالمنطقة وسينجز في إطار الشراكة بين جمعيات محلية والوكالة الوطنية للاقتصاد في الطاقة، ويمتد إنجازه على 6 سنوات. وتتضمن القائمة مشروع إنتاج الكهرباء بتثمين فواضل الدجاج بالوسط الغربي بكلفة تصل إلى 47 م د و يمتد الإنجاز على سنتين. على مستوى آخر من المنتظر إنجاز مشاريع لتحلية مياه البحر بكل من جزيرة جربة بكلفة تقدر ب 120 م د ، وإنجاز شبكة جلب المياه المالحة والمياه المنتجة بطول 45 كم، مع محطة ضخ لترفيع نسبة الضغط، وكذلك تحلية المياه المالحة بمنطقة الزارات بقابس. يهدف إلى تعزيز الموارد المائية وتحسين نوعيتها بولايات قابسومدنين و تطاوين. النقل و الخدمات اللوجستية و الحركية المنتظرة تضم قائمة الإنجاز مشروع ميناء جديد بالمياه العميقة من الجيل الثالث بالنفيضة على مساحة 1500 هك وتتوفر فيه كل الخدمات التي يتطلبها عبور السلع وتبادل المعلومات واستقبال السفن بأنجع الطرق وأقصر الآجال. سيتم في مرحلة أولى وبكلفة ب625 مليون أورو، إنجاز رصيف للحاويات بطول 800 متر ورصيف للبضائع بطول 560 مترا، ثم و في المرحلة النهائية سيتم إنجاز رصيف للحاويات وآخر للبضائع غير الموحدة، وينتظر أن تصل طاقة الاستيعاب النهائية إلى 5 ملايين وحدة حاويات و 4.5 مليون طن من البضائع. المنطقة اللوجستية بقفصة بشرق المدينة، وتمتد على مساحة 89 هكتارا، يتضمن المشروع إحداث مركز حيوي ومأوى للسيارات والشاحنات ومنطقتين لتنظيم وخزن السلع، ومنطقة صيانة وعديد الخدمات الأخرى. وتقدر كلفته بحوالي 6.275 م د، موزعة بين تهيئة داخلية ب4.825 م د و تهيئة خارجية ب1.450 م د. منطقة الخدمات اللوجستية بالنفيضة، وتمتد على 500 هك في مرحلة أولى كلفتها 100 م د ثم 2000 هك في مرحلة نهائية،ويتكون المشروع من إحداث منطقة تسيير الفضاء اللوجستي من إدارات ومقرات الشركات ومنطقة للتصنيع الموازي واللف، وأخرى لحفظ البضائع ومنطقة عبور البضائع و تجميعها أو تفصيلها،و كذلك مغازات و مستودعات و مبان وورشات فنية. منطقة للخدمات اللوجستية قرب ميناء رادس،على 214 هك،بكلفة تقدر ب200 م د،و منطقة أخرى بمنطقة جبل الوسط للتحكم في حجم تدفق ونقل البضائع بين الجهات والحد من عبورها لوسط المدن مع إحكام الربط بين أنماط النقل.. وتنضاف إليها مناطق أخرى في كل من توزر على مساحة 100 هك، وجندوبة على 54 هك، ومحطة صفاقس التي تهدف إلى تطوير العلاقات مع ليبيا والجزائر ودول الاتحاد الأوروبي، وهي محاذية لمنطقة طينة على مساحة 128 هك قابلة للاتساع ب100 هك أخرى. دون أن ننسى منطقة التبادل الحر ببن قردان لاحتضان أنشطة تجارية وخدمات وترفيه وسياحة بكلفة 40 م د، والمنطقة اللوجستية والاقتصادية بجرجيس لتنشيط الميناء و فضاء الأنشطة الاقتصادية و تمتد على أكثر من 200 هك مدن سياحية و استشفائية سيتم إحداث مدينة سياحية و استشفائية متكاملة هي قربص الكبرى تضم موانئ ترفيهية وشققا ومراكز ترفيه وخدمات متنوعة ومصحات للمعالجة بالمياه الساخنة على مساحة 390 هك. ومدينة السياحة الاستشفائية الخبايات بقابس، وقد تم الانتهاء من المراحل الثلاثة للدراسة وهي في طور المصادقة النهائية عليها وستضم محطة استشفائية بالمياه المعدنية ومحلات وملاعب مع ثلاثة نزل ستوفر 900 غرفة، ومقاسم لبناء 250 فيلا. و سيتم أيضا إحداث مركز عالمي للمعاقين بالهوارية بكلفة تقدر ب40 م د وعلى مساحة 10 هك، يضم مركزا طبيا و مركز إقامة يستوعب 1000 سرير في القطاع السياحي أعلنت الحكومة عن اعتزامها إنجاز المدينة السياحية الإيكولوجية بسيدي فونخل بجزيرة قرقنة على مساحة 90 هك، والمحطة السياحية بهرقلة على 460 هك و تضم عديد المنشآت منها ميناء ترفيهي و قرية سكنية وبحيرة، والمحطة السياحية بالزوارع (ولاية باجة) وكذلك المحطة السياحية بالسلوم بطاقة ايواء سياحية تقدر ب 25 ألف سرير بالإضافة إلى مشروع ديار الورد بمدينة أريانة الذي يضم مارينا ومحلات وشققا علما بان الدراسات الفنية جاهزة، اضافة الى محطة في البقالطة، وفي جربة للا حضرية. فضلا عن الأقطاب التكنولوجية والتنموية في الجهات الداخلية مثل القصرين حيث سيتم توفير حوالي 5 آلاف موطن شغل منها ألفان لحاملي الشهادات العليا، ثم مدنين الذي سيوفر 4200 موطن شغل منها 900 لحاملي الشهادات العليا، والكاف وسيوفر 2400 موطن شغل منها 400 لحاملي الشهادات العليا. أما سيدي بوزيد ستحدث فيها 50 مؤسسة صناعية في المركب التكنولوجي والصناعي وستوفر 2500 موطن شغل منها 700 لحاملي الشهادات العليا، ثم بباجة، و توزر بألفي موطن شغل، وسليانة التي ستنتصب فيها 90 مؤسسة ستوفر 5 آلاف موطن شغل لحاملي الشهادات العليا، دون أن ننسى جندوبة و قابس و قفصة. إلى جانب مشاريع عمومية متنوعة منها 9 مشاريع البنية التحتية وتشمل بالأساس مشروع الطريق السيارة بوسالم/الحدود الجزائرية بقيمة (1200 مليون دينار) والقسط الأول من الطريق السيارة الرابطة بين النفيضة القيروان سيدي بوزيدالقصرينقفصة بتمويل في حدود (1740 مليون دينار) إلى جانب مشروع تهيئة وإدماج الأحياء الشعبية بقيمة (267 مليون دينار). و5 مشاريع بيئية منها مشروع لتطهير الأحياء الشعبية (40 مليون دولار) وبرنامج تطهير 80 معتمدية تعد أقل من 10 آلاف ساكن، و13 مشروعا في القطاع الفلاحي تتوزع بالأساس على مشاريع التصرف المندمج في حوض وادي مجردة من خلال التصدي للفيضانات بمبلغ 410 مليون دولار. وتم ايضا عرض مشاريع للتنمية الفلاحية المندمجة بكل من ولايات قفصة وزغوان وقابسومدنين بقيمة تتراوح بين 30 مليون دولار و20 مليون دولار ،و 6 مشاريع في قطاع الطاقة منها إنجاز محطة كهربائية ذات دورة مزدوجة بسوسة (660 مليون دينار) ومحطة ذات دورة مزدوجة ببنزرت (760 مليون دينار) إلى جانب مشروع لنقل الغاز باعتمادات تناهز (363 مليون دينار). وتضم القائمة أيضا 15 مشروعا في قطاع النقل منها مشروع تدعيم وتعصير خط تونسالقصرين وتوسيع الخط الرابط بين النفيضة والقيروان، و3 مشاريع في قطاع الصحة منها بناء مستشفى متعدد الاختصاصات بكل من قفصةوباجة و بناء مستشفى آخر بمنوبة إضافة إلى 24 مشروعا في قطاع التربية ترتكز على بناء مدارس إعدادية في عدد من الولايات. لكن التساؤل الذي يظل مطروحا يتعلق بمصادر التمويل فكيف ستتمكن الدولة من إنجاز هذه المشاريع و توفير مواطن الشغل المنتظرة في كل الولايات و خاصة منها ذات الأولوية التنموية؟وأية موارد ستعتمدها الدولة للغرض؟