نظّمت جمعيّة العفاف للزواج الجماعي يوم السبت الماضي عرسا جماعيّا لفائدة 22 زوجا من الشابات والشباب وذلك بمقر نادي الفروسيّة بقصر السعيد من ولاية منّوبة وقد حضر الحفل جمهور غفير من أهالي المحتفى بهم إضافة إلى العديد من المدعوّين والمدعوّات. وقد حلّ وفد من بين أعضاء الحكومة و أعضاء المجلس الوطني التّأسيسي كضيوف شرف بهدف مساندة هذه الجمعية ومؤازرتها على ما تبذله من مجهودات جبّارة لفائدة الأسرة عموما وتقديرا واحتراما لأعمالها الخيرية رغم حداثة نشأتها وأفاد السيد «بلحسن المبزّع» رئيس الجمعية بأن من أبرز الأهداف التي ترمي إليها جمعية «العفاف» إقامة حفل زواج جماعي مع تحمّل كافة مصاريفه حسب الإمكانيّات المتاحة ونشر ثقافة الزواج والتشجيع عليه والحدّ من ظاهرة تأخّر سنّ الزّواج وأضاف بأنّ الجمعيّة تهدف إلى تعزيز الجهود الرامية إلى المحافظة على الأسرة وتماسكها وتوازنها والمساهمة في معالجة أسباب الطّلاق أمّا في مجال التكوين والإعلام فقد بادرت جمعيّة «عفاف» بنشر دراسات تتعلّق بالزواج والمصاعب والمشاكل الأسريّة وتفشي ظاهرة الطّلاق وتأخّر سنّ الزّواج كما نظّمت دورات تكوينيّة للعموم في مجالات العلاقات الزوجيّة والأسرة والمهارات المنزليّة .وفي كلمة الافتتاح وجّه السيد «بلحسن» تحيّة لكافّة الحضور على مدى حرصهم لحضور هذا الحفل الكريم الذي يعتبره تتويجا لعمل الجمعيّة لدعم مؤسسة الأسرة. وبعد طول انتظار حلّ العرسان على ايقاع «تجليات» الانشاد الصوفي.
مباركة حكومية
مداخلة السيد نور الدّين الخادمي وزير الشؤون الدينية هنّأ من خلالها العرسان قائلا «نحن أمام مشهد مبارك ومسار فيه كلّ خير وكل عطاء فالمسلم لأخيه المسلم رحمة والزوجية سمّيت بالميثاق الغليظ، فهؤلاء سيقبلون على حياة سعيدة ملؤها الأنس والسعادة إن شاء الله والزواج مودّة وسكن» وفي آخر كلمته وعد السيد الخادمي بتقديم العون أدبيّا في المستقبل إلى هذه الجمعيّة ومساندتها وذلك بتشجيع بعض الأئمة والشيوخ والوعّاض الصغار وغير المتزوجين طبعا للانخراط في هذا المشروع بداية من السنة المقبلة. تواصل الحفل إلى ساعة متأخرة من الليل حيث وزّعت أنواع مختلفة من الحلويّات والمشروبات على كافة المدعوّين ثمّ توقفت الفرقة الموسيقية عن الإنشاد للاستراحة لبعض الوقت فكانت فرصة سعيدة للتحاور مع بعض العرسان لمعرفة كيفية انخراطهم في هذا المشروع ومدى نسبة مساهمة جمعية العفاف في تحمّل مصاريف زيجاتهم.
صرّح السيّد فتحي الكلاعي وزوجته السيدة مفيدة الشنّيتي بأنهما اتصلا بالجمعية في بداية شهر جويلية الماضي وعبرا عن استعدادهما للانخراط في مشروع العرس الجماعي خاصّة وأن ظروفهما المادية متواضعة فالسيد فتحي ليس له عمل قار وهو يعمل بصفة غير مسترسلة بإحد المطاعم أمّا زوجته فهي تشتغل كمعينة منزليّة أمّا السيّد عادل العوّادي عامل بمطار قرطاج في إحدى الفروع المختصّة بإعداد المواد الغذائية للنقل الجوّي وزوجته السيّدة عزيزة الغرايري زميلته عند نفس المشغّل صرّحا بأنّ رواتبهما لا تمكنهما من تحقيق حلمهما المتمثّل في العيش تحت سقف واحد لذا التجآ إلى جمعيّة العفاف في أواخر شهر جوان وقرّرا المشاركة في الزواج الجماعي. أجمع المتحدّثون من العرسان بأنّهما انتفعا من الجمعيّة بأثاث منزلي تمثّل في غرفة نوم، ثلاجة، آلة طبخ، طاولة كبيرة الحجم ، 4 كراسي، كسوة للرجل، توفير كسوة للعروسة، مصاريف الحلاقة والتجميل للعروسة، كتابة عقد القران، طبع الاستدعاءات، جميع متطلّبات حفل الزّفاف من مرطبات ومشروبات وفرقة موسيقية، وإقامة لمدّة يومين في إحدى النزل الفخمة.