خلّفت كارثة غرق المركب في بحر جزيرة لمبيدوزا في صفوف المواطنين الكثير من مشاعر الحزن والسخط وفي البعض من الجهات مثل الفحص وسيدي بوزيد والعاصمة خرجت مسيرات ترحما على أرواح الضحايا وتحولت هذه الوقفات الى احتجاجات عنيفة ضد الحكومة وفشلها في توفير المعلومات اللازمة. ما هي الأسباب التي تدفع بشبابنا الى اتباع هذا الأسلوب من الهجرة؟ وما هي الحلول لتفادي المآسي التي تخلفها الهجرة غير الشرعية؟
تؤكد الأرقام على أن عدد المقيمين بإيطاليا بصفة غير قانونية والى حد بداية شهر مارس الفارط تجاوز 100 ألف تونسي دون اعتبار ال22 ألف مهاجر الذين تحصّلوا على تراخيص اقامة وقتية في هذا البلد. أما في فرنسا فإن عدد الحاصلين على بطاقات إقامة قانونية يتراوح بين 20 و30 ألفا.
وعن الأسباب التي تدفع الشباب الى الالتجاء الى قوارب الموت والهجرة بطرق غير شرعية.
أفاد الدكتور المنصف المحواشي الاخصائي في علم الاجتماع بأن حالة اليأس والإحباط من السياسة التنموية وانسداد آفاق التشغيل والأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد تجبر الشباب على المغامرة بحثا على المغامرة وبحثا على حياة ومعيشة أفضل.
وأضاف : «مختلف الحكومات التي تعاقبت سواء قبل أو بعد الثورة فشلت في الحد من الهجرة السرية ومما زاد الطين بلّة عدم التحاور مع الشركاء الأوروبيين مثل ايطاليا وفرنسا لتوفير حلول جذرية لهذه المشكلة وعدم الاقتصار على الرقابة الأمنية على الحدود.
وللحد من الهجرة غير الشرعية ولتفادي ما تخلفه من مآس وكوارث وضحايا قال: «الرقابة على الحدود مهمة ولكن يجب على الحكومة ان تُصغي الى شبابها وتتقن عملية الاحاطة بهم وبعث الأمل في نفوسهم وانتشالهم من حالة اليأس والإحباط.
ومن المهم التواصل معهم وتحسيسهم بأهمية وجودهم داخل وطنهم وبأنهم بإمكانهم تحقيق حلمهم وتحسين أوضاعهم الاجتماعية والمهنية دون المغامرة في قوارب الموت.
وشبّه الأخصائي في علم الاجتماع الهجرة غير الشرعية او «الحرقة» بالجسم الذي يشتكي من عدة أمراض مزمنة والتي يتطلب علاجها الصبر والتقيّد بالوصفة الطبية.
وحسب معطيات ديوان التونسيين بالخارج فإن الجالية التونسية بالخارج تقدّر بمليون و100 ألف مهاجر اي حوالي 10٪ من مجموع السكان وتستقبل البلدان الأوروبية نحو 80٪ منهم حيث يستقر أغلبهم في فرنسا، حوالي 700 ألف مهاجر الى جانب كل من ايطاليا وليبيا وألمانيا الذين يعدون أبرز وجهات الهجرة للتونسيين.